للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله تعَالى (١): {أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى} أي: هو قادِرٌ على ذلك وقال (٢): {أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى} (٣) أيْ: قَدْ آمنتُ، ولو قيلَ لإِنسانٍ: هل قام زَيْدٌ؟ فقال: بَلَى، كان غيرَ جائزٍ، لأنه من مواضع "نعَمْ"، وليس من مواضعِ "بَلَى" إنما جاز "بلى" في قولِهِ [تَعَالى] (٤): {بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا} (٥) وليس في الكلام الذي تقدمها لفظُ النَفي، لأن معنى قوله (٦): {لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي} يؤول إلى معنى ما هُدِيْتُ. فقيل له: {بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي} أي قد هُديت. الفَرَّاء: إنما اختاروا "بَلَى" للرجوع عن النفي والإِقرار (٧) بما بعده، لأن أصلها كان رجوعًا محضًا على الجحد، إذا قالوا ما قام زيد بل عمرو فكانت "بل" كلمة عطف ورجوع لا يصلح الوقوف عليها، فزادوا ألفًا ليصلح الوقوف عليها، ونظيرها "لم" و"لما".

قال جارُ الله: و"أجل" لا يُصدّق بها إلى في الخَبر خاصةً يَقُول القائل قد أتَاك زيد فيقول: أجل ولا تستعمل في إلا في جواب (٨) الاستفهام".

قال المُشَرِّحُ: أَصل "أجَلْ" من الخبر لأنّه انقيادٌ إلى ما الخبر إليه وهو يُستعمل في جواب الخبر، يقال: قد أتاك زيد أو يأتيك فتقول: أجل وتصدقه، ولا يصلح أن يقال هل خَرَجَ أو يخرجُ فتقول: أجَلْ.

قال جارُ الله:"جير" نحوها بكسر الرَّاءِ. قال الشاعر (٩):


(١) سورة يس: آية ٨١.
(٢) ساقط من (ب).
(٣) سورة البقرة: آية ٢٦٠.
(٤) ساقط من (أ).
(٥) سورة الزمر: آية ٥٩.
(٦) سورة الزمر: آية ٥٧.
(٧) في (ب): "والأقران".
(٨) ساقط من (ب).
(٩) يُنسب هذا البيت إلى مُضَرِّس بن رِبْعِيٍّ الأَسَدِيِّ، كما ينسب إلى طُفَيْلٍ الغَنَوِيِّ ديوانه (ص ١٠). =

<<  <  ج: ص:  >  >>