وينظر: مجالس العلماء للزَّجاجي (ص ٢٢)، المغني (ص ١٢٠)، شرح شواهده (ص ١٢٥)، الخزانة (٤/ ٢٣٥). قال ابن المُسْتَوْفِي: أنشد هذا البيت أبو محمد بن الخشاب للأَسَدِيِّ وقبله: تَحَمَّلَ عن ذَاتِ التَّنَانِيْرِ أَهلُهَا … وقَلَّصَ عن نِهْي الدَّفِيْنَةِ حَاضِرُهْ ثم قال: هذان البَيتان الرَّائيان وجدتُهما في قصيدةٍ طويلةٍ من اختيارات الأصمعي لأميرِ المُؤمنين أبي جَعفر هارون الرشيد -رضي اللَّه عنه- وأولها: تَحَمَّلَ من وَادِيْ أُشَيْقِرَ حَاضرُهْ … وأَلْوَى بِرِيْعَانِ الخِيَام أَعَاصِرُهُ فَلَمْ يَنْفُضِ الوَسْمِيّ حتَّى تَغَيَّرَتْ … مَعَالِمُهُ وَأعتَمَّ بِالنَّبْتِ حاجِرُهْ وهما غير ما أنشدهما النحويون، ضمن أبيات غير متجاورين وقبلهما: وما الوَحْشُ أبْكَتْنِي ولكنْ ضَعَائِنٌ … دَعَاهُنَّ رُوَّاد المَلَا ومَصَايِرُهْ دَعَاهُنَّ تَنُّومٌ وسِدْرٌ شَجٍ بِهِ … حلوقُ الشِعَاب ناعِمُ النَّبْتِ نَاضِرُهْ تَحَمَّل من ذات الجراميز أهلُهَا … وقلّصَ من نَوّ القَرِيْنَةِ ظَاهِرُهْ تَرَبَّعْنَ رَوْضَ الحَزْنِ حَتَّى تعاورت … سِهَامِ السَّفا مُريانه وظواهرُهْ فلمَّا رأينَ الحَزْنَ قلت لطافُة … وهافَتْ لأيَّام الحَرُوْرِ أَبَاعِرُهْ تَحَاثَثْنَ واسْتَعْجَلْنَ كلَّ مُقَلَّصٍ … من العَيْش يَلوِيْ بالسَّدُول تَحَاسِرُهْ فلَمّا تَعَالَتْ بالمَعَالِيْقِ جِلَّةً … لَهَا سائِقٌ لا يخفِضُ الصَّوت شاهِرُهْ تَلافَيْنَ من ذاتِ التَّنانِيْرِ شَرْبَةً … على ظَهْرِ عاديٍّ كثيرٍ سَوَافِرُهْ تَبَيَّنْتُ أَعْنَاقَ المَطِيِّ وصُحْبَتِيْ … يَقوْلُونَ مَوْقُوْفُ السَّفِيْن وعَايِرُهْ ثم ذكر أبياتًا آخر فقال: فَلَمَّا لحقنَاهُم قرأنا عَلَيْهمُ … تَحِيَّةَ مُوسى ربَّه إذ يُحَاوِرُهْ فأمَّا الأصيل الحلم منا فَزَاجِرٌ … خُفافًا جُلالًا أو مُشِيْرٌ فُذَاعِرُهْ إلى السَلَفِ المَاضِي وآخِر قاصِرٍ … على الرَّبْرَب الحُوْرِ الحِسَانِ مَحَاجِرُهْ وقُلْنَ أَلَا الفِرْدَوْسُ أوَّلُ مَحْضَرٍ … مِنَ الحَيّ إنْ كانَتْ أُبيْرَتْ دَعَاثِرُهْ فأَلْقَتْ عَصَا التِّسْيَارِ عنها وصَنَّمت … بأرجاءِ عَذْبِ المَاءِ بيضٍ حَفَائِرُهْ ثم قال: هكذا ترتيبها في القَصيدة سوى ما حُذف منها بين ذلك أنشدها لمضرس". (إثبات المحصل الورقتان: ١٨٧، ١٨٨). وقد نقل الإِمام عبد القادر البغدادي في خزانة الأدب عن ابن المستوفي وقال: "وأورد منها ابن المستوفي ستة عشر بيتًا". ولم يذكرها في الخزانة. قال الأستاذ المرحوم عبد السَّلام محمد هارون في هامش الخزانة تعليقًا على ذلك: هذا نصٌّ نادرٌ يثبت نقص الأصمعيات المطبوعة، وانظر ما أثبتناه في مقدمة المفضليات (ص ٢٢). يقول العبد الفقير إلى اللَّه تَعالى عبدُ الرَّحمن بن سُليمان العُثَيْمِيْن ولندرة هذا النص أثبته =