للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقُلْنَ عَلَى الفِرْدَوْسِ أوّلُ مَشْرَبٍ … أَجَلْ جَيْرِ إن كانَتْ أُبِيْحَتْ دَعَاثِرُهْ

وقال: جَيْرِ لافْعَلَنّ بمعنى حقًّا، و "إن" كذلك قال:

ويَقُلْنَ شَيْبٌ قَدْ عَلَاكَ وَقَدْ كَبِرْتَ فَقُلْتُ إِنَّهُ"

قالَ المُشَرِّحُ: أبو سَعِيْدٍ السِّيْرَافِيُّ: ويجوز أن يكون جيرِ إنما يكسر لأنّه يُحلف به، فيقال: جيرِ لأفعلنَّ تقع موقع الاسمِ المحلوفِ به وهو مفتوحٌ نحو يَمين اللَّه لأَفعلن فيُبنى على الكسرِ دلالةً أنه مبني معرف كما بني قبلُ وبعدُ على الضَمّ لذلك.

الدَّعاثِرُ: جمع دُعْثُوْرٍ وهو الحَوْضُ المُتَهَدِّمُ، من الدَّعْثَرَةِ وهي الهَدْمُ وفي الحديث (١): " (لا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم سِرًّا إنَّه [ليُدرك] الفارس فيدعثره) " أي: فيهدِمُهُ ويُطَحْطِحُهُ بعد ما صارَ رجلًا. إنما وقعَ إنّ موقعَ القسم، لأن "إنّ" للتحقيق والتأكيد والقَسم كذلك، ولذلك انتصب قَسَمًا على أنه مصدر مؤكد لنفسه وذلك في البيت الماضي في قِسم الأسماء.

قال جارُ اللَّهِ:"أيْ" لا تستعمل إلا في القَسَم إذا قال لك المستجير هل لك كَذَا؟ قلتَ أيْ واللَّه وأيْ لعمري، وإيْ ها اللَّه ذا".


= كاملًا من "إثبات المحصل" وذلك لأنني قد لا أتمكن الآن من نشر إثبات المُحَصَّل، ونسخته الأصلية في خطر كما أن مصورتي عنها في حالةٍ غيرِ جيِّدةٍ وحاوَلْتُ إنقاذَ هذه النُّسخة فنسختها بخطّي، إلا أن خَطّي لا يُغني عن الأصل شيئًا.
بقي أن أذكر أن الذي جعل هذا البيت يُنسب إلى طُفيلٍ تداخل الرِّواية مع بيتٍ لطفيلٍ، هو:
وقلنَ ألا البردى أول مشرب … أجَل جَيْرِ إن كانت رِوَاءً أسافله
وما أورده ابن المستوفي عن الأصمعيات ليس فيه: "أجل جير" وهي موضع الشاهد موجودة في بيت طفيل فليتأمل.
(١) النهاية (٢/ ١١٨). ونصُّ المؤلف من الصحاح: ٢/ ٦٥٨ (دعثر) والتصحيح عنهما، وفي النسختين: "إنه ليدعثر الفارس … ". وينظر اللسان (دعثر) عن الصحاح.

<<  <  ج: ص:  >  >>