للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي أمثالِهم (١): "أَجدى من تفاريقِ العَصا" و"أكثرُ من تفاريقِ العَصا"، قيل لأعرابيّ (٢) ما تفاريقُ العصا؟ فقال: إنَّ العصا تُقطّعُ ساجورًا، والساجورُ يكونُ للكلابِ والأسرى من الناسِ، ثم تُقطّعُ عَصا السَّاجورِ فَتصيرُ أوتادًا، ثم يُفرَّقُ الوَتِدُ فيصيرُ كلُّ قطعةٍ منها (٣) شَظاظًا، فإن جَعلوا رأسَ الشَّظاظ (٤) كالفلكة صار للبُختيّ مَهارًا (٥) وهو العود الذي يُدخَل في أنفِ البعيرِ (٦) البَختِيِّ، فإذا فُرقَ المهارُ جاءت منه توادٍ، فإن كانت العَصا قناةً فكلُّ شِقةٍ منها قَوسُ بندقٍ، وإذا فُرّقت الشّقةُ صارت سهامًا فإن (٧) فُرقت السِّهامُ صارت خُطاءً، فإن (٧) فُرِقت الخُطاءُ صارت مَغازِلَ، وإن فُرقَت المغازلُ شَعَبَ (٨) بها الشَّعَّابُ أَقداحَه المَصدوعة، وقِصاعَه المَشقوقَة، إذ لا يجدُ لها شيئًا أصلحَ من ذلك. قال (٩):


(١) المثل في جمهرة الأمثال: ١/ ٢٥٢، والدرة الفاخرة: ١/ ٩٣، والبيان والتبيين؛ ٣/ ٤٩ ومحاضرات الأدباء: ٣/ ١٧١، وثمار القلوب: ٦٢٧، ٦٢٨، وكتاب العصا؛ ٣٠٥، ٣٠٦ ومجمع الأمثال؛ ١/ ١١٨، والمستقصى؛ ١/ ٢٦، واللسان، والتاج (فرق). وانظر شرح الأندلسي ١/ ورقة ٤، ٥. ونقل شيخه تاج الدين الكندي أن المثل خير من تفاريق العصا. قال العسكري؛ والمشهور "خير" .. وأورد الميداني "إنك خير" .. والعسكري والأصفهاني والزمخشري "أبقى" .. ).
(٢) في حواشي المفصل للزمخشري: ورقة ٨٢، وثمار القلوب: ٦٢٨ سئل ابن الأعرابي .. ولعله هو الصواب.
(٣) في (ب).
(٤) الشظاظ: العود التي تدخل في عروة الجوالق. "جمهرة الأمثال".
(٥) في جمهرة الأمثال: .. كالفلكة صار حشاشًا للجمل.
(٦) في (أ) فقط.
(٧) في (ب) وإن.
(٨) في (أ) فشعب.
(٩) نقل صاحب اللسان: عن ابن بري أنه لغُنَيَّةَ الأعرابية قالتها في ولدها، وكان شديد العرامة مع ضعف أسر، ودقة، وكان قد واثب فتى فقطع أنفه، فأخذت أمه ديته، ثم واثب آخر فقطع شفته فأخذت أمه ديتها فصلحت حالها فقالت البيتين تخاطبه. ونقل صاحب المقتبس: ١/ ١١ عن الطبّاخي أنها سميت لذلك بغنية وهذا الرجز موجود في أغلب تخاريج المثل وانظر حواشي المفصّل: ٨٢، وشرح الأندلسي: ١/ ٥، وشرح العلوي: ١/ ١٠، وابن يعيش؛ ١/ ١٥، والإِقليد؛ ١/ ٤، وسماها غنية الكلابية، ومثله في الموصل: ١/ ٧، قال؛ ولو حمل المثل على عصا موسى لكان فيه مساغ إذ منافعها أكثر، ومرافقها أوفر. والمقاليد ١/ ١٣. رواه؛ ثم الصفا، ونسبه لغنية الكلابية وشرح ابن العجمي؛ ٤ وأورد عن ثعلب؛ أقسم بالبيت العتيق …

<<  <  ج: ص:  >  >>