للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال جارُ اللهِ: " [(فصل) وفي زيادة "لا"] (١) قال الله تعالى (٢) {لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ} أي: ليعلم وقال (٣): {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ} وقال العَجَّاجُ:

* في بئرٍ لا حُوْرٍ سَرَى وَمَا شَعَرْ *

ومنه: ما جاءني زيدٌ ولا عمرو، قالَ الله تعالى (٤): {لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ} وقال (٥): {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ} ".

قالَ المُشَرِّحُ: وأمَّا معنى "لا" التي هي صِلةٌ، فتوكيد معنى الكلام الموجب فقط على أن دخولها فيه وخروجها منه بمنزلة واحدة إلا من جهة التوكيد، كما أن "ما" التي هي صلة بهذه المنزلة وذلك نحو قول الله عزَّ وجلَّ {لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ} أي: ليعلم، وقوله: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ} أي: فأقسم، ودليله {وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ} عقيبه. وقوله (٦) {مَا مَنَعَكَ أَنْ لا تَسْجُدَ} أي: أن تسجد، ومثله كثير. في النحويين من يقول: إنما جاز أن تؤكد الإِيجاب بحرف النّفي، لإِظهارِ أن هذا المعنى ليس مما يشك فيه أنه على الإِيجاب قالَ عليُّ بن عِيْسى: وإنما جاز أن يكون حرف النّفي صلة على طريق التَّوكيد، لأنه بمنزلة نفي النَّقيض في مثل قولك: ما جاء إلا زيدٌ، فهو إثبات قد نفي فيه النقيض وحقق المجيء إلى زيدٍ فكأنه قيل في قوله (٧): {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} أقسم بيوم القيامة، ولا يجوز الامتناع من القسم بيوم القيامة، فيكفي من هذا دخول "لا" صلة،


(١) ساقط من الأصل.
(٢) سورة الحديد: آية ٢٩.
(٣) سورة الواقعة: آية ٧٥.
(٤) سورة النساء: آية ١٣٧.
(٥) سورة فصلت: آية ٣٤.
(٦) سورة الأعراف: آية ١٢.
(٧) سورة القيامة: آية ١.

<<  <  ج: ص:  >  >>