للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تَوَالَتْ بلا وَعْدٍ ولَكِنَّ قَبْلَهَا … شَمَائِلَهُ مِنْ غَيْرِ وَعْدٍ بها وَعْدُ

أي على رواية من روى "شَمَائِلُهُ" بالرَّفع (١) وقال (٢):

فَلَوْ كُنْتُ ضَيِّبًّا عَرَفْتَ قَرَابَتِي … ولكنَّ زِنْجِيٌّ عَظِيْمُ المَشَافِرِ

ومنه ما أنشده الإِمامُ عبدُ القَاهِرِ الجُرْجَانِيُّ في فصل (٣) بيان المفتوحة والمكسورة من كتابه الموسوم بـ (مفتاح الإِعراب) (٤).

* فَلَوْ أنَّ حُقَّ اليَوْمَ مِنْكُمْ إِقَامَةٌ (٥) *

قال جارُ الله: " (فصلٌ) وأمّا أنْ المفسرة فلا تأتي إلا بعد فعل في معنى القول كقولك: ناديته أنْ قُمْ، وأمرته أَنْ اقعُد، وكتبت إليه أن ارجع".

قال المُشَرِّحُ: أبو سَعِيْدٍ السِّيْرَافِيُّ (٦): و"أن" التي بمعنى "أي" تحتاج إلى ثلاثة أشياء (٧).

أولها: أن يكون الفعلُ الذي تفسره فيه معنى القَول، وليس بقول.

والثَّاني: أن لا يَتَّصل بها شيءٌ من صلة الفعل الذي تفسره، لأنه إِذا اتصل به شيء صار من جملته، ولم يكن تفسيرًا له، وذلك قولك: أوعزت


(١) قال ابن المستوفي: "قلت: الرّواية في بيت المتنبي بالنصب كما قرأته في كثير من النسخ".
(٢) جاء في إثبات المحصل وشرح الأندلسي: "قال الخوارزمي حذف هنا الاسم كما في قول لآخر:
* ولكن زنجي عظيم المشافر *
(٣) في (أ): "في تصديق" وما أثبته من (ب). يؤيده ما نقله ابن المستوفي في إثبات المحصل عن الخوارزمي.
(٤) لم أقف عليه. وهو غير (المفتاح) المنسوب إليه في الصرف؟!.
(٥) البيت للرَّاعي النميري في ديوانه (ص ١٦٧) وخرجه صديقنا (راينهوت) تخريجًا حسنًا. وتمامه:
* وإِنْ كَانَ سَرْحٌ قَدْ مَضَى فَتَسَرَّعَا *
(٦) شرح الكتاب (٤/ ٥١).
(٧) في شرح السيرافي: "شرائط".

<<  <  ج: ص:  >  >>