للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على أحدِ الأشياءِ الخَمسةِ (١)، وها هنا لم يُوجد أحدُها (٢)؟ أجبتُ (٣): الصّفةُ كما تَعملُ عَمَلَ الفِعلِ معتمدةً على أحدِ الأشياءِ الخَمسةِ (٤)، فكذلك تَعمَلُ عَمَلَه معتمدةً على اللّامَ بمعنى الذي وفي أمثلةِ النَّحويين: الضَّارب أباه زيدٌ، ومن أبياتِ الحَماسة (٥):

لا قُوتي قُوّةَ الرَّاعي قَلائِصَه (٦)

قالَ جارُ اللهِ: "ولقد نَدَبني ما بالمُسلِمين من الأَرب إلى مَعرفةِ كلامِ العَرَبِ، وما بي من الشَّفَقَةِ والحَدَبِ على أَشياعي من حَفَدَةِ الأدبِ.

قالَ المشرحُ: [ندبني إذا دَعاني] (٧)، ومنه النُّدبةُ لأنه دعاءٌ للميتِ.

الحَدَبُ: في الأصلِ هو الانحناء وظهورُ الحُدبة من شدةِ الشَّفَقَة، ثم جُعِلَ


(١) هي النفي، والاستفهام، والمبتدأ، والموصوف، وذو الحال.
(٢) في (أ) فقط.
(٣) أكّد المؤلف ما ذهب إليه هنا في عدة مواضع من شرحه على سقط الزّند. انظر: ١/ ١٨٧ قال؛ اتفق النحويون عن آخرهم على أن الصّفة مما لا يجوز إعماله إذا لم يعتمد على أحد الأشياء الخمسة … وفي هذه المسألة نظر، وذلك لأنّ ها هنا شيئًا ساذجًا إذا اعتمدت عليه الصفة عملت، وإن لم تعتمد على أحد الأشياء الخمسة، وهو ربّ مقدرة أو مظهرة …
وفيه أيضًا: ١/ ٢٠٦، قال: حول بيت أبي العلاء:
كأنّ جناحها قلب المعادي … وليك كلما اعتكر الجنان
أعمل اسم الفاعل وهو معاد في وليك لاعتمادها على اللّام بمعنى الذي ويشهد له بيت السقط … وبيت الحماسة.
لا قوتي قوة الراعي قلائصه
وفى أمثلة النحويين: الضارب أباه زيد …
ثم قال؛ وهذه المسألة إحدى المسائل التي قد استدركتُ على النحويين.
وفيه أيضًا؛ ١/ ٣٤٥ .. أعمل اسم الفاعل لاعتماده على حرف الجر، وإن لم يعتمد على أحد الأشياء الخمسة … وكرر ذلك في الجزء: ٤/ ١٤٤٣ وأكده في عدة مواضع من التخمير كما سيأتي.
(٤) في (أ) فقط.
(٥) انظر شرح المرزوقي: ٢/ ٦٤٥.
(٦) البيت لوضَّاح اليمن كما في الحيوان: ١/ ٢٦٥، وعجزه؛
يأوى فيأوى إليه الكلبُ والرّبعُ
(٧) في (ب) هذا الذي ندبه، أي دعاه.

<<  <  ج: ص:  >  >>