للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبارةً عن الشَّفقةِ (١) المُطلَقَةِ، حَفَدَ البَعيرُ (٢) والظَّليمُ حَفْدًا وحَفَدانا، وهو تَداركُ السيرِ، وفي القُنُوتِ (٣): "وإليكَ نَسعى ونَحفِدُ"، والحَفَدَةُ: هم الأعوانُ (٤) والخَدَمُ، لأنَّهم في الخدمةِ يَتَسارعَون.

قالَ جارُ اللهِ: "لإِنشاءِ كتابٍ في الإِعرابِ مُحيطٍ بكافةِ (٥) الأبوابِ، مرتبًا ترتيبًا يَبلُغُ نَهَمَ الأمدِ البعيدِ بأقربِ السَّعي، ويملأُ سجالَهم بأهونِ السَّقِي".

قالَ المشرحُ: هي جَمعُ سِجلٍ، فإن سَألتَ: كيفَ يملأُ سجالَهم، والسِّجلُ هو الدَّلو إذا كان فيه ماءٌ؟ أَجبتُ: هذا على الصِّفةِ المُشارِفةِ كأنّه سَمّى ما قَرُب أن يَمتَلِئ من الدَّلو سِجلًا.

قالَ جارُ اللهِ: "فأنشأتُ هذا الكتابَ المترجمَ بـ "كتابِ المفصّلِ في صنعةِ الإِعرابِ" مقسومًا أربعةَ أقسامٍ".

قالَ المشرِّحُ: قوله: أربعةَ أقسامٍ منصوبٌ على المصدَرِ، كما لو قُلتَ: ضربتُه أربعَ ضَرباتٍ.

قال جارُ الله: "القسمُ الأول في الأسماءِ، القسمَ الثاني في الأفعالِ، القسمَ الثالثَ في الحروف، القسمَ الرابعَ في المشتركِ".

قالَ المشرِّحُ: عنى بالمشتَرك المشترَك فيه ونَحوُه قولُه أيضًا (٦):


(١) في (ب) فقط.
(٢) الصحاح (حفد)، واللّسان (حفد)، والتهذيب: ٤/ ٤٢٦.
(٣) الزّاهر لأبي بكر بن الأنباري: ١/ ١٦٤، ذكر أقوال العلماء في معنى الحفدة ثم قال وقال طاووس: الحفدة الخدم فهذا مطابق للّغة.
(٤) الصحاح (حفد) والنّص منه، وانظر ديوان الأدب: ٢/ ١٥١، والنهاية في غريب الحديث لابن الأثير: ١/ ٤٠٦.
(٥) قال الإمام الحسن بن محمد الصّغاني: هكذا في نسخة الزمخشري -رحمه الله- (أي التي بخطه) "بكافة الأبواب" وكلمة كافة لا تضاف، ولا تقع إلّا حالًا. انظر المفصّل نسخة حسن حسني باشا رقم: ١٤٢٥.
(٦) ديوان الزمخشري: ورقة: ١٦١، واستشهد به الأندلسي في شرحه الجزء الأول، ورقة. ٩، والجزء الخامس: ورقة: ٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>