للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَضحى نوالُك بينَ الخلقِ مشتركًا … (لكنّ عزَّك عزُّ غيرُ مُشتَرَكِ)

قالَ جارُ الله: "وصنّفتُ كلًا من هذه الأقسام (١) تصنيفًا، وفَصَّلتُ كلَّ صنفٍ (٢) منها تَفصِيلًا حتى رَجَعَ كلُّ شيءٍ في نصابِهِ، واستقرَّ في مركزِه".

قال المشرحُ: النصابُ والمنصبُ واشتقاقه من نَصَبتُ الشيءَ إذا أقمتُه.

قالَ جارُ الله: "ولم أدَّخر ما جمعتُ فيه من الفوائِد المتكاثرةِ، ونظمتُ من الفرائِد المتناثرة، مع الإِيجازِ غيرِ المُخلِّ، والتلخيصِ غيرِ المُملِّ".

قالَ المشرحُ: اشتقاقُ المَلالِ من المَلَّة وهي الرَّمادُ الحارُّ لأنَّ من مَلَّ شيئًا حَمِيَ قَلبُه، ويشهدُ له قولهم: أَجِمتُ (٣) الطعامَ إذا كَرهتُه ومَلَلتُه من المداومةِ عليه، وهو من أَجيمِ (٤) النارِ والحربِ بمعنى أَجيجِها.

قالَ جارُ الله: "مناصحةً لمقتبسيهِ أرجو أن أجتني فيها (٥) ثَمَرَتِي دعاءً يُستَجابُ، وثَناءً يُستَطابُ.

قالَ المشرِّحُ: النّصيحةُ والمناصحةُ لا يُرادُ (٦) بها في مثل هذا المقام الموعِظَةُ، بل إتقانُ العملِ، ومنه نَصَحَ الخَيَّاطُ الثّوبَ إذا أَنعَمَ خياطَتَهُ، وَنَصَحتِ الإِبلُ الشُّربَ صَدَقَتهُ.

قالَ جارُ الله: "واللهُ -عزَّ سُلطانه- ولي المَعونة على كلِّ خَيرٍ والتأييد، والمليُّ بالتوفيقِ فيه والتَّسديدِ".

قالَ المشرحُ: المليُّ أصلُه الهمزة يُقالَ مَلِئَ الرَّجلُ صارَ مليًّا أي ثِقَةً فَهُوَ غَنِيٌّ مَلِيٌّ، بيّنُ المَلاءِ والمَلاءَةِ مَمدودانِ.


(١) في (ب) فقط الأصناف.
(٢) في (ب) فقط فصل.
(٣) في (ب) أحميت -بالحاء المهملة-، وفي الصحاح عن أبي زيد أجمت الطّعام -بالكسر- إذا كرهته من المداومة عليه. الصحاح: (أجم)، والتهذيب: ١١/ ٢٢٧.
(٤) في (ب) من أحمى النار إذا أججّها. وما أثبته من (أ) يؤيده ما في الصحاح (أجم) والنص منه فيما يظهر.
(٥) في (أ) فقط فيها.
(٦) في (أ) النصيحة والمناصحة في مثل هذا المقام لا يراد بها في مثل هذا المقام …

<<  <  ج: ص:  >  >>