للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعضَ الكلامِ دونَ تمامِهِ، وأمَّا المسائل الثلاث فلأن الواو والفاء و"ثم" لما كانت من جملة عطف عليها بهن، صار ما فيه واحدة منهن بعض تلك الجملة وجاز اقتطاعها بالهمزة (١) من تلك الجُملة ولم يجز بـ "هل" لما ذكرنا وهذا معنى قول سيبويه.

قال جارُ الله: " (فصلٌ) وعند سيبويه (٢) أن هل بمعنى "قد" إلا أنَّهم تَرَكُوا الألفَ قبلها، لأنَّها لا تقعُ الا في الاستفهام، وقد جاءَ دخولها عليها في قوله (٣):

سائِلْ فَوَارِسَ يَرْبُوْعٍ بِشِدَّتِنَا … أَهَلْ رَأَوْنَا بِسَفْحِ القَاعِ ذِيْ الأَكَمِ"

قالَ المُشرِّحُ: لما كانت "هل" لا تقع إلا بعد همزةِ الاستفهامِ، جرت مجرى حرف الاستفهام، فحذفت الهمزة. الرواية في (بشَدَّتِنَا) فتح الشين.

قالَ جارُ الله: " (فصلُ) وتحذف الهمزة إذا دلَّ عليها الدَّليل قال:

لَعَمْرُكَ ما أَدْرِي وإن كنتُ دارِيًا … بِسَبْعٍ رَمَيْنَ الجَمْرَ أَمْ بِثَمَانِ"

قالَ المُشَرِّحُ: أم بثمان دليل على حذفِ همزة الاستفهامِ. البيتُ لعمر بن أبي ربيعة (٤)، وقبله:


(١) في (أ): "بهمزة".
(٢) الكتاب (١/ ٤٩٢).
(٣) البيت لزيد الخيل في ديوانه (ص ١٠٠).
توجيه إعراب البيت وشرحه في: إثبات المحصل (ص ١٩٤)، المنخل (ص ١٨٨)، شرح المفصل لابن يعيش (٨/ ١٥٢)، شرحه للأندلسي (٣/ ١٥٩).
وينظر: المقتضب (١/ ٤٤)، (٣/ ٢٩١)، الخصائص (٢/ ٤٦٣)، أمالي ابن الشجري (١/ ١٠٨)، (٢/ ٣٣٤)، أسرار العربية (ص ٣٨٥)، الجنى الداني (ص ٣٤٤)، المغني (ص ٣٥٢)، شرح شواهده (ص ٢٦٢).
(٤) ديوان عمر (ص ٢٥٨).
توجيه إعراب البيت وشرحه في: إثبات المحصل (ص ١٩٤)، المنخل (ص ١٨٨)، شرح المفصل لابن يعيش (٨/ ١٥٤)، شرحه للأندلسي (٣/ ٢٦٠). =

<<  <  ج: ص:  >  >>