للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مستقبلًا وأن يكونَ محذوفًا مُلْتَبِسًا بالشَّرطِ. ونظير هذه المَسألة أن الأصلَ في عَدَدِ القلَّةِ أن يُضاف إلى جمع القِلَّة فإن وَلِيَهُ فعلٌ ماضٍ نحو إن قمت أحال معناه إلى الاستقبال.

فإن سألتَ (١): فَمَا بَالُ "إن" لم تحمل نحو قوله:

إن كنتَ [جئتك] (٢) في المَوَدَّةِ ساعةً … فَذَمَمْتُ سيفَ الدَّوْلَةِ المَحْمُوْدَا

فإنَّ المرادَ به الماضِي، ومن ثَمَّ قالَ أبو العبَّاس: ومِمَّا يُسأل عنه في هذا الباب قولك: إن كنت زُرْتَنِي أَمْسِ أكرمتك اليومَ فقد صارَ ما بعدَ "أن" يقع في معنى الماضي (٣)؟.

أجبتُ: لأن "إن" و "أن" اقتضى تغيير الشرط إلى الاستقبال [لكن وقوع الماضي في مقام الخبر يقتضي أن لا يتغير إلى الاستقبال] (٤) وهو آخرهما (٥) وجودًا فتكون الغلبة له.

قال جارُ الله -رحمه الله-: "وزعمَ الفَرَّاء أن "لو" تستعمل في الاستقال كـ "إن".

قال المُشَرِّحُ: مثال ذلك قولك: لو استقبلت أمرك بالتوبة لكان خيرًا لك، والمعنى إن استقبلت.

قال جارُ الله: " (فصلٌ) ولا يخلو الفعلان في باب "إن" من أن يكونا مضارعين أو ماضيين، أو أحدهما مضارعًا والآخر ماضيًا، فإن كانا مضارعين فليس فيهما إلا الجزم، وكذلك في أحدهما إذا وقع شرطًا، فإذا وقع جزاءً


(١) نقل الأندلسي في شرحه (٣/ ٢٦٣) شرح هذه الفقرة.
(٢) ساقط من (أ).
(٣) ساقط من (ب) موجود في نص الأندلسي.
(٤) ساقط من (ب) موجود في نص الأندلسي.
(٥) في (ب): "فهو".

<<  <  ج: ص:  >  >>