للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تقدّم فيه جزاءً مقدمًا ولكن كلامًا واردًا على سبيل الإِخبار والجزاء محذوف".

قال المُشرِّحُ: - ابنُ السَرَّاج (١): فأمَّا قولك: أجيئك إن جئتني، وآتيك إن أتيتني فالذي عندنا أن الجوابَ محذوفٌ كفى منه الفعل المتقدم، وإنما يستعمل هذا على وجهين:

إما أن يضطر إليه شاعر.

وإما أن يكونَ المُتكلم قد ابتدأ محققًا بغير شرطٍ ولا نيَّةٍ له فيقول القائل: أجيئك فيعده بذلك على أنه جاءك؟، ثم يبدُو له أن لا يجيئه إلا بسبب؟ فيقول: إن جئتني فيُشبه الإِستثناء ويغني عن الجواب بما تقدم، وقال الإِمام عبدُ القاهِر الجُرجانِيُّ: والدَّليلُ على أنَّك إذا قلت: آتيتك إن أتيتني كان الشَّرطُ مُتَّصِلًا بآتيتك وأن الذي يجري في كلامهم من أنه لا بدَّ من إضمار الجَزاء ليس على ظاهِره، ولكن على توقَّفنا (٢) على أن الشَّرْطَ مُتَقَدِّمٌ في النّفس على الجزاء أنا إن (٣) عملنا على هذا الظَّاهِرِ صارَ إلى تبيين ابتداء كلامٍ ثانٍ، واعتقادِ ذلك يؤدّي إلى إبطال ما اتَّفق عليه العُقلاء في الأيمان من اقتران الحكم بين أن يصل الشّرط في نطقه، وبين أن يقف ثم يأتي بالشرط، وأنه إذا قال لعبده: أنت حرٌّ إن شاء الله فوصل لم يَعتق، وإذا قال أنتَ حرٌّ ووقف، ثم قال: إن شاء الله فإنه يعتق، هذه ألفاظه [رحمه اللَّه] (٤).

قال جارُ اللَّهِ: "وحذف جواب "لو" في القرآن والشعر كثيرٌ".


(١) الأصول: ٢/ ١٩٤.
(٢) في (ب): "توقيفنا".
(٣) في (أ): "توقفنا"
(٤) في (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>