للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال جارُ الله: "وتقولُ: إن مات فلانٌ كان كذَا، وإن كان موته لا شبهة فيه إلا أن وقتَه غيرُ معلومٍ فهو الذي حسن فيه" (١).

قال المُشَرِّحُ: أبو سَعِيْدٍ السِّيْرَافِيُّ: وقولك: إن ماتَ فلانٌ كان كَذا وكَذا أحسنُ من قولك: إن احمرَّ البُسر، لأن الموت وإن كان معلومًا أنه كائن فإنه لا يُعرف وقته، واحمرار البُسر معلومُ الوقتِ.

قال جارُ الله: " (فصلٌ) وتَجيء مع زيادة "ما" في آخرها للتَّأكيد قالَ الله تَعالى (٢): {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى} وقال:

* فإمّا تَرَيْنِيْ اليَوْمَ أُزْجِيْ ظَعِيْنَتِي *"

قالَ المُشَرِّحُ: في (الكشَّاف) فأمَّا "ما" فمذهبُ سيبويه بمنزلةِ لامِ القَسم في أنَّها إذا دخلت دخَل معها النُّون المؤكدة، و"ما" ها هنا هي المُسلطة لأنها سلطت إن على دخول النون في الشرط، وأنشدَ ابنُ السَّراج (٣): -رحمه الله-

فإمّا تَرَيْنِيْ اليَوْمَ أُزْجِيْ مَطِيَّتِيْ … أصَعِّدُ سَيْرًا في البلَادِ وأَفْزَعُ

فإنِّي مِنْ قَوْمٍ سِوَاكُمْ وإنَّما … رِجَالِيَ فَهْمٌ بالحِجَازِ وَأَشْجَعُ

صحَّ بالشِّين المُعْجَمة.

قال جارُ اللهِ: " (فصلٌ) والشَّرطُ كالاستفهامِ في أن شيئًا مما في خبره لا يتقدمه نحو قولك: أتيتك إن أتيتني، وقد سألتك لو أعطيتني، ليس ما


(١) في (ب) منه، وما أثبته في (أ) هي عبارة المفصل.
(٢) سورة طه: آية ١٢٣.
(٣) الأصول: ٢/ ١٦٠، والبيتان لعبدِ الله بن هَمَّام السَّلَوْلِيُّ، توجيه إعراب البيت وشرحه في إثبات المحصل: ١٩٦، والمنخل: ١٩، وشرح المفصل لابن يعيش: ٩/ ٨، وشرحه للأندلسي: ٣/ ٢٦٨، وينظر: الكتاب: ١/ ٤٣٢، والأزهية: ٩٨، وأمالي ابن الشجري: ٢/ ٢٤٥، والخزانة: ٣/ ٦٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>