للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال المُشَرِّحُ: يمكن (١) أن يكون ذلك تَشْبِيْهًا لها بإِذَا التي للمفاجأة نحو خرجت فإذا زيدٌ على الباب، لأن الشرط يؤدي إلى الجواب فكأنه يهجم عليه، ومما يُوضح هذا الكلام أنه لا بد للمفاجأة من عمل يتقدمه عمل كما أنَّه لا بدَّ للمجازاة من فعل يتقدمه فعل (٢) وكذلك (٣) الثاني في المفاجأة موقوف على الأول كما في المجازاة فـ "إذا" ها هنا ظرفُ زمان في مثل: آتيتك إذا أحمرَّ البُسر، وبينهما (٤) ظرف مكان ويسمى ظرف المفاجأة، قال الإِمام عبد القاهر الجرجاني (٥): هي تَجري مجرى الفاء في ربط الجملة بما قبلها، وجعلها آخرًا وقالَ أيضًا: ولا تدخل إذا إلا على الجملة من المبتدأ والخبر.

قال جارُ الله: " (فصلٌ) ولا تستعمل "إن" إلا في المعاني المحتملة المشكوك في كونها، ولذلك قَبُحَ أن احمر البُسر كان كَذَا، وإن طلعت الشمس آتكِ إلا في يومِ المُغِيْم".

قال المُشَرِّحُ: إن حق ما يجازى به أن لا يدري أيكون [أم لا] (٦)، إذا قلت: إن أمطرت السماء جلسنا للحديث حسن لأنه (٧) لا يدري أتمطر [فيه] (٨) وإنْ (٩) قُلتَ: إذا أمطرتِ السّماءُ جَلَسْنَا للحديثِ جازَ على أنَّكَ تُخبر بوقوع الجلوسِ في ذلك الوقت.


(١) نقل الأندلسي في شرحه (٣/ ٢٦٤) شرح هذه الفقرة.
(٢) ساقط من (ب).
(٣) في (ب): "فكذلك".
(٤) كذا في النسختين وفي شرح الأندلسي: "وقد تكون ظرف مكان … ".
(٥) المقتصد (٢/ ١١٠١).
(٦) ساقط من (أ).
(٧) في (ب): "ألا أنه".
(٨) ساقط من (أ).
(٩) في (أ): "وإذا".

<<  <  ج: ص:  >  >>