للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شاذٌّ على روايةِ من رواه بنَصب "البَيداء" على أنه مفعول غال ويشهد له بيت أبي الطيب (١):

وَحَكَمْتُ فِي البَلَدِ العَرَاءِ بِنَاعِجٍ … مُعتَادِهِ مُجْتَابِهِ مُغْتَالِهِ

وكذلك بيتُ مروان بن أَبي حَفْصَةَ (٢):

أَلَا رُبَّما قَدْ غَالَ طُوْلُ نَهَارِنَا … تُنَازِعُنَا فِيْهِ الحَدِيْثَ المُكَتَّمَا

أي: بمثلِ تلك المقالة التي قالَها. كان عبدُ العزيز قد وَعَدَ كثير عِدَةً فتأخر عنه كثير فقال: إن عاد لي عبد العزيز بعدة أخرى سارعت إليها وما رددتها، ويروى: "ما أُفيلها" بالفاء، من فال يفيل: إذا ترك الجيد من الرأي وفعل ما لا ينبغي للعاقل أن يفعله، يقول: لا أفيل من تنجُّز ما وعدني.

قال جارُ الله: "وإذا وقعت بين الفاء والواو وبين الفعل ففيها الوجهان، قال الله تعالى (٣): {وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ} وقُرِئَ {لَا يَلْبَثُونَ}، وفي قولك: إن تأتني آتك وإذن أكرمْك بالنَّصب والجزم والرفع، [الجزم على أنه مجزوم معطوف على مجزوم والرَّفع على الابتداء لأن التقدير أنا إذن أكرمك، والنَّصب على الأصلِ لأنه وحده غير معتمد] (٤) ".

قال المُشَرِّحُ: هذا الفصل هو الذي يجوز أن تعمل فيه إذن ويجوز أن لا تعمل وذلك أن تقعَ "إذن" بين الواو والفاء وبين الفعل والمستقبل، وذلك


(١) شرح الديوان المنسوب إلى العكبري: ٣/ ٥٨.
(٢) لم يرد البيت في شعره الذي جمعه الأستاذ قحطان رشيد التميمي ونشره في جامعة بغداد سنة ١٩٦٦ م. ولا في شعره الذي جمعه الدكتور حسين عطوان وطبع في دار المعارف بمصر سنة ١٩٧٣ م.
(٣) سورة الإسراء: آية: ٧٦.
والقراءة المذكورة في الكشاف: ٢/ ٤٦٢، والبحر المحيط: ٦/ ٦٦.
(٤) لم يرد هذا النص في نسخ المفصل ولا في شروحه التي راجعتها.

<<  <  ج: ص:  >  >>