للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَرْسَلْنَا رِيحًا فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَظَلُّوا} فقال (١): المعنى ليظلن، وذهب بعض الكوفيين إلى أن "إن" أجيبت بجواب "لو" تشبيهًا بها (٢) من جهةِ المعنى، ولذلك زَعَمَ الفَرَّاءُ أن "لو" تستعمل في الاستقبال "كإن" (٢).

قال جارُ اللَّه: "والأكثر أن تَدخُل عليه مع "قد" كقولك: واللَّه لقد خرج".

قال المُشَرِّحُ: لا يكاد يقول: واللَّه قام.

قال جارُ اللَّهِ: " (فصلُ) واللَّام الموطِئَةَ للقسم هي التي في قولك: واللَّه إن أكرمتني لأكرمنَّك".

قال المُشَرِّحُ: للنَّحويين في اللَّام الأولى والثانية في قولك: لئن زُرْتَني لأزورَنَّك ونحوه كلامٌ، فأكثر البَصريين (٣) على أن اللَّام الأولى مؤكدةٌ، والثانية لامُ جوابِ القَسم بمعنى واللَّه إن زرتني لأزورنَّك. قال عليُّ بن عِيسى: ويصلح أن تكون الأولى جوابًا، والثانية مؤكدةً إلا أن الأُولى أحقٌ بالتأكيد، لأنه يجوز طرحها، ولا يجوزُ طرحُ الثانيةِ، وبعضهم يجعلها على تقدير قسمين بمعنى واللَّه إن زرتني، واللَّه لأزورنك. ذكر هذا أبو سَعِيْدٍ السِّيرافي عن أبي بكر مبرمان وغلَّطه أبو سعيد السِّيرافي؛ لأنَّ الشَّرطَ وحده لا يُفيد، وهذا يرجع إلى معنى التوكيد.

وقال الكُوفيون وكثيرٌ من البَصريين: اللَّامُ الأولى خلف من القسم، والثانية لامُ جواب القسمِ بتقدير: واللَّه إن زُرتني لأزورنَّك، وكان الزَّجاجُ: يُضَعِّفُ أن تكون الأُولى لامُ قسمٍ فيقول: إنك إنما تَحلف على فِعْلِكَ لا على فعلِ غَيْرِكَ. وإنما دخلت إعلامًا أن الجُملة بكاملها معقودةٌ بالقسم.


(١) في (ب): "قال".
(٢) ساقط من (ب).
(٣) نقل الأندلسي في شرحه ٤/ ٢٨٥ شرح هذه الفقرة بتمامه.

<<  <  ج: ص:  >  >>