للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حَكَى الفَرّاء فَتْحُها عن بَعْضِهِمْ، كما حُكَى بعضُ البَصريين فتح لامِ الإِضافةِ، وهما شاذَّان جدًّا.

قال جارُ الله: "وقد جاءَ حذفها في ضرورةِ الشّعر قال (١):

مُحَمَّدُ تَفْدِ نَفْسَكَ كلُّ نَفْسٍ … إذَا ما خِفْتَ من أمْرٍ تَبَالَا

قالَ المُشَرِّحُ: التَّبَالُ والتَّبَابُ متقاربان.

قال جارُ الله: " (فَصلٌ) (٢) ولامُ الابتداء هي اللَّام المفتوحة في قولك: لَزَيْدٌ منطلقٌ، ولا تدخل إلا على الاسم والفعل المُضارع كقوله تَعالى (٣): {لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً}، {وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ} (٤) وفائدتها توكيدُ مضمونِ الجُملةِ".

قالَ المُشَرِّحُ: هذه اللَّام هي لامُ الابتداءِ، وأمَّا اللام في نحو قوله تَعالى (٥): {لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا}، {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ} - ولولا نحو قوله تَعالى (٦): {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ} لقلت لامُ الابتداءِ في الأصلِ لامُ جوابِ القَسَمِ.


(١) هذا البيت مختلف في نسبته، فنسب إلى حسان بن ثابت وإلى الأعشى، وإلى أبي طالب عم الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ولم أجده في دواوينهم المطبوعة التي رجعت إليها.
توجيه إعراب البيت وشرحه في: إثبات المحصل ص ١٩٩، المنخل ص ١٩٢، شرح المفصل لابن يعيش ٩/ ٢٤، وشرحه للأندلسي ٤/ ٨٥.
وينظر: الكتاب ١/ ٤٠٨، شرح أبياته لابن السيرافي ٢/ ٩٨، المقتضب ٢/ ١٣٢، إعراب القرآن لابن النحاس ١/ ٢٩٧، أمالي ابن الشجري ١/ ٣٧٥، الإِنصاف ص ٥٣٢، التبيين ص ١٧٨، ضرائر الشعر ص ١٤٩، الجنى الداني ص ١١٣، المغني ص ٣٩٧، شرح شواهده ٢/ ٥٩٧، شرح أبياته الخزانة ٣/ ٦٢٩.
(٢) ساقط من (ب).
(٣) سورة الحشر: آية: ١٣.
(٤) سورة النحل: آية: ١٢٤.
(٥) ساقط من (ب)، سورة يوسف: آية: ٨.
(٦) ساقط من (أ)، سورة الحجر: آية: ٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>