للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحجَّة من أسكن أن المِيْم من "ثُم" أعني {ثُمَّ لْيَقْضُوا} بمنزلةِ الفاءِ والواوِ، ومن ثمَّ قالوا (١): أَرَاكَ مُنْتَفْخًا فجعلوا منْتَفْخًا من مُنْتَفِخًا بمنزلة كَبْدٍ وقال (٢):

* فَبَاتَ مُنْتَصْبًا وَمَا تَكَرْدَسَا *

ومن ذلك ما أَنْشَدَهُ أَبُو زَيْدٍ (٣):

* قَالَتْ سُلَيْمَى اشْتَرْ لَنَا سَوِيْقَا *

وقد قُرِئَ بكسرِهِمَا معًا وهو مراد الخبر وغيره. قال الزَّجاجُ (٤): وقد


(١) الكتاب ٢/ ٢٨٥.
(٢) البيت للعجاج في ديوانه ١/ ١٩٧.
وينظر: الحجة لأبي علي ١/ ٣٠٩، تكملة الإِيضاح ص ٨، إيضاح أبيات الإِيضاح ١/ ٣٥٦، الخصائص ٢/ ٢٥٤، ٣٣٨، شرح الشافية ١/ ٤٥. وفي اللّسان: رجل مُكَرْدَسٌ: جمعت يداه ورجلاه فشدت، وأنشد البيت المذكور هنا.
الرِّواية هنا "مُنْتَصْبًا" وهي رواية أبي علي الفارسي وغيره ويروى: "منتصًّا" وهي رواية الدّيوان واللسان: (نصص).
(٣) نوادر أبي زيد ص ١٧٠، ونصه: "قال العُذافر، وهو من كندة:
قالَتْ سُلَيْمَى اشْتَرْ لَنَا سَوِيْقَا
وهاتِ بُر البخس أو دَقِيقَا
واعجل بشحم نتخذ خرديْقا
واشتر فعجّل خادِما لَبيْقَا
واصبغ ثيابي صُبُغا تحقيْقَا
من جيِّد العصر لا تشريْقَا
وأنشد هذا البيت أبو محمد الأعرابي الغُندجَانِيُّ المعروف بـ "الأسود" في ضالة الأديب لسكين بن نضرة عبد لبجيلة كذا نقل عنه البغدادي في شرح شواهد الشافية ص ٢٢٧، والشاهد في تكملة الإِيضاح ص ٨، وإيضاح شواهد الإِيضاح ١/ ٣٥٥، والمنصف ٢/ ٢٣٧، والخصائص ٢/ ٣٤٠، ٣/ ٩٦، وضرائر الشعر ص ٩٧ … وغيرها.
(٤) معاني القرآن وإعرابه: ٣/ ٤٢٣ قال: "قُرئت: {ثُمَّ لْيَقْضُوا} بكسر اللّام وكذلك قرأ أبو عمرو، والقراءة بالتسكين مع ثم كثيرة.
وينظر معاني القرآن للفراء: ٢/ ٢٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>