للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* وَقَاتِمِ الأَعْنَاقِ خَاوِيْ الْمُخْتَرَقْن *

ولا تَلحق إلا القافية المُقَيَّدة".

قالَ المُشَرِّحُ: التَّنويْنُ غنّةٌ في الخَيْشُوم تلحق آخر الاسم الخفيفِ.

فإن سألتَ أَلَيْسَ إن التَّنوين في "صَهْ" و "رَجُل" للتَّنكير فلم جَعَلْتَ التَّنوين في رجلٍ قِسْمًا بِرَأْسِهِ، وفي صَهٍ قسمًا؟.

أجبتُ هب أن التَّنوين في "رجلٍ" يدلُّ على التنكير (١)، فعلى الخِفّة أيضًا يدلُّ، وذلك لإِمكان الصّرف وامتناعه فيه بخلاف صهٍ فإنه لا يتأتى فيه ذلك، والفَرق بين صه وصهٍ أنك في الثاني لا تبتُّ الكلامَ جملةً، وإنما تُريد بذلك أن تُمسك قدرًا من الزَّمان، وقيل: صهٍ بالتنوين اِفعل سكوتًا، وبغير التنوين افعل السُّكوت الذي تعرفه. التَّنوين الذي هو عوض من المضاف إليه في "إذٍ" و "حينئذٍ"، وقد مضى هذا في قسمِ الأَسماءِ. بنو تميم ينوبون بالتنوين مناب حرف الإِطلاق. قال الإِمام عبد القاهر الجُرجاني (٢) إنما يفعلون ذلك إذا أرادوا تركَ الترنم والغناء، لأجلِ أن التَّنوين ليسَ فيه من الامتداد ما في الألف وأختيها، وهو مع ذلك يشاكل حروف اللّين لما فيه من الغُنة.

والتَّنوين الغالي في نحو قولِ رؤبة:

* وَقَاتِمِ الأَعْنَاقِ خَاوِي المُخْتَرَقِنْ *

بفتح الرَّاء وكسرِ القاف وسكون النُّون، ولا يلحق إلا القافية المُقَيَّدةَ. العرض في إلحاق هذا التّنوين: الدِّلالة على الوَقف من أجل أن الشّعر مسكنُ الآخرِ فلا يُعلم أواصل أنت أم واقفٌ، فإذا لحقت هذه الزّيادة فصل


(١) قال الأندلسي في شرحه ٤/ ٢٨٩: "قال الخوارزمي: التنوين في رجل دليل على التنكير لا غير … ".
(٢) المقتصد ١/ ٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>