للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المؤَنَّث في لا تضربن زيدًا، ولو ضمَّ لالتبس بفعل جماعةِ الرِّجالِ في لا تَضربُنَّ زيدًا، لأن الأَصل لا تضربِي يا امرأة، ولا تضربُوا يا رجال فالكَسرُ والضَمُّ فيهما يدلان على الياء والواو المحذوفين.

فإن سألتَ: فكيفَ سقطت الواوُ في اضربُن وبقيت الألف في اضربَان؟.

أجبتُ: أمَّا سقوطُ الواوِ في اضربُن فللتَّخفيف مع حصول الغرض من ثبوت الواو. أمَّا بقاءُ الألف في اضربان فلئلا يلتبس (١) عند سقوط الألف بفعل الواحد.

حَذَفُوا النُّون التي هي علامة الرفع في فعل الاثنين والجميع والمؤنَّث (٢) من قولهم: تَفعلان وَيفعلون وتَفعلين لاجتماع أمورٌ منها بطلان الإِعراف مع دخولِ هذه النُّون (٣)، ومنها أن ما قبلها لما انفتح في فعلِ الواحد المذكَّر كأنه صار منصوبًا (٤) وتلك النُّون تُحذف منه في حال النصب، ومنها كراهة التضعيف باجتماع ثلاث نونات فيه.

الخَليلُ وسيبويه (٥): كلُّ موضعٍ تدخل فيه النُّون الثقيلة فإنه تدخل فيه الخفيفة إلا في موضعين، فعل الاثنين، وفعل جماعة المؤنَّث، وذلك لأنها لا تخلو من [أحد] (٦) ثلاثة أشياء.

إمّا أن تترك ساكنة بعد الألف فيجتمع في ألف (٧) الوصل ساكنان، وليس ذلك من كلام العرب في الوسط إلا أن يكون الحرف الذي بعد الألف مدغمًا في مثله نحو: دابّة وشبهها.


(١) في (ب): "لالتبس".
(٢) في (ب): "والجمع المؤنث".
(٣) ساقط من (ب).
(٤) في (ب): "صار كأنه منصوب".
(٥) الكتاب
(٦) في (ب).
(٧) ساقط من (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>