للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإمَّا أن تحذف الألف قبلها لاجتماع ساكنين (١) فيصير فعل الاثنين كفعل الواحد فيلتبس به ويصير دخول الألف وخروجها بمنزلتِهِ في فعلِ جماعةِ المؤنَّث فتذهب فائدتها بغير ضرورة.

وإما أن تكسر لالتقاء الساكنين فتكون قد حركتا [ساكنًا] من غير اضطرار إلى ذلك، وكان يونس وجماعة من نحويي البصرة والكوفيين يجيزون ذلك ولهم في النُّطق بها وجهان:

أحدُهُما: أن يدعوها ساكنة في الوصل، لأن المدَّةَ التي قبلها بمنزلة حرف متحرك. وقد حكي عن بعضهم: "حَلْقَتَا البطان" غير محذوف الألف في الوصل.

والآخر: أن تكسروها في الوصل، لاجتماع الساكنين كما كسروا النون من قولهم الزيدان يقومان ونحوه، وقرأ ابن عامرٍ (٢): {وَلَا تَتَّبِعَانِّ} بكسر النُّون خفيفةً.

قال جارُ الله: " (فصلٌ) ولا يؤكد بها إلا الفعل المستقبل الذي فيه معنى الطلب، وذلك ما كان (٣) قسمًا أو أمرًا أو نهيًا أو استفهامًا أو عرضًا أو تمنيًا كقولك بالله لأَفْعَلَنَّ، وأَقسمتُ عليك إلّا تَفْعَلَنَّ ولما تَفْعَلَنَّ، واضربنَّ ولا تخرجُنَّ، وهل تَذْهَبَنَّ، وألا تَنْزِلَنَّ وليْتَكَ تَخُرُجَنَّ".

قالَ المُشَرِّحُ: إنما لَزِمَت النُّونُ المضارعَ في جوابِ القسمِ بعدَ اللَّامِ (٤) ليخلص الفعل للاستقبال ويخرج عن شبه (٥) الحال فكان النون أولى بهذه الإِفادة؛ لأنها تدخل زائدةً مؤكدةً والموضع موضع التَّأكيد، وكذلك مقام


(١) في (ب): "الساكنين".
(٢) سورة يونس: آية ٨٩، وقراءة ابن عامر في
(٣) في (أ): "أن ما كان" وهذه الزيادة غير موجودة في المفصل.
(٤) في ساقط من (ب).
(٥) في (ب): "شبهة".

<<  <  ج: ص:  >  >>