للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال المُشَرِّحُ: هذه النون يجوز دخولها وخروجها من جميع ما ذكرنا إلا من القسم وحده إذا كان في أول الفعل لام القسم خاصةً، وذلك لإِزالة اللبس لأن هذه اللام قد تدخل على خبر "إن" نحو {إِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ} (١) فإذا قلتَ: إن زيدًا ليقومُ اشتبه الحال أهو لام القسم أم لام الابتداء.

قال جارُ الله: " (فصلٌ) وإذا لقي الخفيفة ساكن بعدها حذف حذفًا، ولم تحرك كما حرك التّنوين فتقول: لا تضرب ابنك قال (٢):

لا تُهِينَ الفَقِيْرَ عَلَّكَ أَنْ تَرْكَعَ يَوْمًا والدَّهْر قَدْ رَفَعَهْ

أي: لا تهينَنَّ".

قال المُشَرِّحُ: النون الخفيفة إذا لقيها ساكنٌ من كلمة أخرى حذفت


(١) سورة النحل: آية ١٤٦.
(٢) قال ابن المستوفي في إثبات المحصل ص ٢٠٣:
"البيت للأضبط بن قُريع السَّعدي، وأوله:
لكل ضيق من الأمورِ سَعَهْ … والمَسْيُ والصُّبحُ لا فَلَاحَ مَعَهْ
أكرمن الضَّعيف علك أن … تركعَ يومًا والدَّهرُ قد رَفَعَهْ
وصل وصال البَعيد إن وصل … الحبل واقص القريب إن قَطَعَهْ
واقبل من الدهر ما أتاك به … من قر عينا بعيشه نَفَعَهْ
قد يَجمع المال غيرَ آكله … ويأكلُ المالَ غيرُ من جَمَعَهْ
وقد وردت الأبيات في مصادر مختلفة مع اختلاف في روايتها وتقديم وتأخير وزيادة ونقص في أبياتها، ومن هذه المصادر البيان والتبيين، والشعر والشعراء، ومجالس ثعلب، وأمالي أبي علي القالي، والأغاني وحماستي ابن الشجري والبصري وغيرها.
ويروي الشاهد: "لا تعاد الفقير" فعلى هذه الرواية ورواية ابن المستوفي لا شاهد فيه.
توجيه إعراب البيت وشرحه في: إثبات المحصل ص ٢٠٣، المنخل ص ١٩٤، شرح المفصل لابن يعيش ٩/ ٤٣، ٤٤، شرح الأندلسي ٤/ ٢٩٥.
وينظر: الإِنصاف ص ٢٢١، المقرب ٢/ ١٨، رصف المباني ص ٩٦٠، المغني: ١٥٥، شرخ أبياته ٣/ ٣٧٩، خزانة الأدب: ٤/ ٥٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>