للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمكسورة أَمْرُها (١) بالضد من ذلك يمال لها ما لا يمال مع غيرها نحو طارد وغارم".

قال المُشَرِّحُ: هذه المسألة مدارها على حرف، وهو أن مخرج الرّاء بين الغين والياء ولذلك ترى البغاددة (٢) والمستعربة الشامية يخرجون الراء غينًا نحو الرمل الغمل، وفي تمرد وتمغدد، وفي نحو شمر تسمع، والألثغ يخرج الراء ياء ثم إذا فتحت الراء فهي إلى مخرج الغين أقرب، لأن الفتحة لها صعودٌ وإذا كسرت فهي إلى مخرج الياء أقرب لأن الكسرةَ لها هبوطٌ من صعود.

قال جارُ اللَّه: " [وتغلب غير المكسورة كما تغلب المُستعلية فتقول: من قرارك وقرئ: {كَانَتْ قَوَارِيرَا} ممالًا] (٣).

قال المُشَرِّحُ: الراء المكسورة في نحو قرارك تغلب غير المكسورة، لأنها آخرهما وجودًا، فيكون الغلبة لها. وشيءُ آخر قاله الشيخ أبو علي الفارسي (٤) فإذا عليت المستعلي فإن تغليب الرَّاء المفتوحة أجدرُ، لأنه لاستعلاء في الراء إنما هو حرف من مخرج اللام فيه تكرير.

فإن سألتَ: فكيف لم تغلب المفتوحة من الرائين فتمنع الإِمالة الألف الأولى؟.

أجبتُ: لأنه أشغل عنها الراء المفتوحة بما يليها من الألف، نظيرها كلبان تهارشا على عظم، فالأقوى لا يسلم للأضعف العظم، أمّا إذا لقي للأقوى عظم على حدة فلا يبعد أن يسلم للأضعف عظمة وهذا شيء لطيف.


(١) في (ب): "على الضد".
(٢) في (ب): "البغدادية".
(٣) ما بين القوسين داخل في الفقرة قبلها في (أ).
(٤) شرح الأندلسي ٥/ ٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>