للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال جارُ اللَّه: "فإذا تباعدت لم تؤثر عند أكثرهم فأمالوا هذا كافر، ولم يميلوا مررت بقادر".

قالَ المُشَرِّحُ: إنما أمالوا هذا كافر لقرب الكسرة من الألف، ولم يمنع الراء غير المكسورة من الإِمالة لبعدها، ولم يميلوا مررت بقادر، لقرب الحرف المستعلي وتباعد الراء المكسورة.

فإن سألتَ: فما بالهم أمالُوا الرِّبا لكسرة الراء مع تباعده؟.

أجبتُ: الشيء زمان إقباله على الأثر أقوى منه زمان تباعده عنه.

قال جارُ اللَّه: "وقد فخم بعضهم الأول، وأمال الآخر".

قال المُشَرِّحُ: إنما فخم الأول للراء التي هي غير المكسورة، وأمال الثاني لكسرة الدال والراء المكسورة.

قال جارُ اللَّه: " (فصلٌ) وقد شذَّ عن القياس قولهم: الحجاج والناس ممالين".

قال المُشَرِّحُ: الحجاج ليس فيه شيءٌ من موجبات الإِمالة.

فإن سألتَ: أليس أن [ألف] (١) الحجاج تصير في التصغير ياء؟.

أجبتُ: صيرورة الألف (٢) في موضعِ وضعها فيما إذا كانت الألف منقلبة العذر (٣) في إمالة الحجاج علمًا هو طلب التفرقة بينه وبين الصفة.

فإن سألتَ: فكيفَ لم تَنْعَكِس هذه القَضِيَّة فتُمال الصفة منه ويُفَخَّمُ العلمُ؟.

أجبتُ: العَلَمُ أعرفُ، فتغييره لا يضرُّ، ولذلك أُجيز ترخيم العَلَمِ


(١) في (ب)
(٢) كتب الناسخ بعد الألف: "كالواو" علقها بين السطرين.
(٣) في (ب): "والعذر".

<<  <  ج: ص:  >  >>