للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللَّفظ بهما ها هُنا ولا يسهل كما سهل (١) على نحو زيد وعمرو من أجل أن الهاء خفي. قال الإِمام عبدُ القاهِر الحُرْجَانِيُّ (٢): فإذا لم يَعْتَمِد لسانُك على متحرك قبله لم يعذب اللَّفظ به، وقويت الكلفة فيه، فلما (٢) كان يقتضي الحال تحريك الساكن قبل الهاء إذا سكن للوقف كان أن ينقل حركته إليه أولى من أن يؤتي بأجنبية، فإن كان ما قبل الهاء حرف معتل نحو قضاة، ولقيه وهو يعزوه فليس إلا الإِسكان من غير نقل، ضرورة أن الألف لا تقبل الحركة والواو والياء تثقل عليهما الحركة فإنما ذلك للصحيح، وإن كان قبل الهاء متحركًا فلا وجه للنقل، وإنما تحذف الحركة فقط فتقول: ارمه في ارمهي من أجل أن الحرف الذي قبل الهاء بحركة نفسه أولى.

زَحِّلَهْ (٣): بَعِّدْهُ، وهو تَفْعِيْل من زَحَلَ عن مكانه وتَزَحَّل، أي تَنَحّى وتَبَاعَدَ، ومنه اشتقاق زُحَل، لأنَّهم يقولون: إنه في السَّماءِ السَّابعة.

قال جارُ اللَّه: "ولا تقول (٤): رأيتَ البكُرْ".

قال المُشَرِّحُ: إنما لا يحول ها هنا، لأنَّ التّحويل ورد في عضُد وعضْد مثل ضَعَفٍ وضَعْفٍ وعَضُدٍ وعَضْدٍ وفَخِذ وفَخْذ. ابنُ جِنّي: ولم يجئ من هذا شيءٌ في المفتوح لخفة الفتحة، ألا ترى أن من قال جَحْدٌ ورجْلٌ (٥) وهو يريد جَحَدًا ورجُلًا لم يقل في جَمَل جَمْل فيكون الرّد مقصورًا عليه، ولذلك لا تُحول الضَّمةُ والكَسرةُ إلى (٦) السَّاكن قبلها إذا كان حرفَ مدٍّ ولينٍ نحو هذا زيدٌ وعونٌ، ولا يقال: أيضًا: مررت باليسر بكسر السين في الوقف، ولا


(١) في (ب): "يسهل".
(٢) في (أ): "فيما".
(٣) رواية البيت في الأصول وغيره: "أزحله".
(٤) في (ب): "يقولون".
(٥) في (أ): "فخذ ورجل".
(٦) في (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>