للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واحتجَّ أبو عُثمان بأنَّ الحاجةَ ماسةٌ إلى الإِبدال من التنوين في الحالتين، لأنه [كلمة، ولذلك أبدل عنها في النصب إلا أنه في الصَّحيح بعد الإِبدال عنها في الحالتين لأنه] (١) لو كان فيها الإِبدال [لكان النَّصب كذلك، فالإِبدال] (٢) لا يخلو من أن يكون بالألف، أو بالواو والياء. لا وجه إلى أن يكون بالألف، لأن الألف لا تناسب الكسرة والضمة، ولا وجه إلى أن يكون بالياء والواو، لأنهما متى وقعتا طرفًا فإما أن يقلبا وأما أن لا يقلبا، فلئن لم يقلبا لزم من ذلك خلاف الأصل أيضًا وهو قلب النون المكسورة أو المضموم ما قبله (٣) إلى الألف، أما ها هنا فقد أمكن الإِبدال عنهما بالألف ضرورة أن ما قبل التنوين مفتوح.

واحتجَّ الكِسَائي وأبو عمرو بأشياء:

أحدها: أن الألف قد وقف عليه في قول الشماخ (٤) رويًا:

رُبَّ ضيفٍ طَرَقَ الحَيّ سُرَى

صادَفَ زادًا وحَدِيْثًا ما اشْتَهَى

والألف المبدلة من التنوين [في النصف لا تكون] (٥) رويًا، لو قلت في بيت "زيدًا" وفي آخر "عمرًا" أحلت.


(١) ساقط من (ب).
(٢) ساقط من (أ).
(٣) في (ب): "قبله".
(٤) ديوان الشماخ ص ٤٦٤ (ملحق الديوان) تحقيق الدكتور صلاح الدين الهادي وبعدهما:
* إن الحديث طرف من القرى *
وهما في البيان والتبيين ١/ ١٠، أمالي الزجاجي ص ٤٨، أمالي ابن الشجري ٢/ ٢٠٥، المرتجل ص ٤٨، التبيين عن مذاهب النحويين ص ١٨٩، شرح المفصل لابن يعيش ٩/ ٧٦، البحر المحيط ٧/ ١٠، العيني ٤/ ٥٤٦، شرح شواهد الشافية ص ٢٠٦.
(٥) في (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>