للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن أَرى هذا العام جدبًا بعد الخصب فإذا دب صغار الجراد وهبّت الرّيح تركت المكان الذي أبقى فيه الجراد شيئًا من النبات أجرد لا شيءَ فيه، لأنها استأصلت النبت وقطعته وحملته من مكان [إلى مكان] (١) آخر. التهبا: أي: التهب. اسلحبَّ الليلُ: إذا امتَدَّ. والمكان إذا ذَهَبَ نباته وتولى خِصبه رُؤي كأنه مظلمٌ.

قال جارُ الله: "ولا يختص بحال الضرورة يقولون (٢): ثلثهربعة، وفي التَّنزيل (٣): {لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي} ".

قال المُشَرِّحُ: الهاء ها هنا كما نابت عن التاء فكذلك نابت عن الهمزة وأيضًا لتقارب مَخْرجيهما. أما {لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي} فقد ذكرتُهُ في قسم الحروف.

قال جارُ الله: " (فصلٌ) وتقول في الوقف على غير المتمكنة: أنا بالألف وأنه بالهاء، وهُوْ بالإِسكان، وهوه بإلحاق الهاء [وها هنا] (٤) وها هناه، وهؤلاء، وهؤلاه إذا قُصر".

قال المُشَرِّحُ: أنه بإبدال الهاء من الألف لتقارب المخرجين، ومنه الحديث (٥): "فقلتُ مَهْ" وفي حديث حاتم (٦): "هكذا قردي أَنَهْ"، وقال (٧):

إذا ما [ترعرعَ] (٨) فينا الغُلَا … مُ فما أن يُقال له من هُوَهْ


(١) ساقط من (ب).
(٢) في (أ): "فلا يقولون".
(٣) سورة الكهف: آية ٣٨.
(٤) ساقط من (ب).
(٥) لعله يومئ إلى حديث أبي ذويب الهذلي وقد تقدم.
(٦) قصته مشهورة في المثل "لو ذات سوار لطمتني".
(٧) البيت لحسان بن ثابت في ديوانه ص ٥٢٠.
وينظر: شرح ابن يعيش ٩/ ٨٤، العيني ٤/ ٥٦٠، شرح التصريح ٢/ ٣٤٥.
(٨) في (أ): "ترحرح".

<<  <  ج: ص:  >  >>