للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التقاء الساكنين كأنه لم يعتد بالهاء بينهما لخفائها والاختيار عنده في هذا الإِتمام.

هاء الضَّمير المتصل إذا كان قبلها ضمةٌ أو فتحةٌ فيه ثلاثُ لغات:

الأولى -وهي أجودهن-: الضمة وإلحاق الواو بها في الوصل وذلك نحو: {خَلَقَهُو فَقَدَّرَهُ} (١).

الثانية: ضم الهاء بغير واو، قال (٢):

* لأُعْلِطَنَّهُ وَسْمًا لا يُفَارِقُهُ *

وقال (٣):

أنا ابنُ كلابٍ وابنُ أوسٍ فمَنْ يَكُنْ … قِنَاعُهُ مَغْطِيًّا فإنّي لَمُجْتَلِي

والثالثة: إسكان الهاء هذا ثوبُهْ وغلامُهْ وضربُهْ. قال (٤):


(١) سورة عبس: آية ١٩.
(٢) أنشده الأزهري في تهذيب اللغة ٥/ ٤٢ (بحر) قال: "قال الفراء: البحر أن يلغى البعير بالماء فيكثر منه حتى يصيبه منه داء، يقال: بحر يبحر يبحر بحرًا فهو بحر وأنشد:
لأعطلنه وسمًا لا يفارقه … كما يُحز بحَمْيِ الميْسَم البَحِرُ
قال: وإذا أصابه الداء كوي في مواضع فيبرأ. قلت: الداء الذي يصيب البعير فلا يروي من الماء هو النجر بالنون والجيم، والبجر بالباء والجيم، وكذلك البقر وأما البحر فهو داء يورث السل.
أخبرني المنذري عن الطوسي عن أبي جعفر أنه سمع ابن الأعرابي يقول: البحير المسلول الجسم الذاهب اللحم، وأنشد:
وغلمتي فهم سحير وبحر … وآبق من جذب دلوبها هجر
والشاهد في: معاني القرآن للفراء ٣/ ١٧٤، الإِنصاف لابن الأنباري ٢/ ٥١٨.
قال الفراء في المعاني: "البحر: البعير إذا أصابه البحر، وهو داء يأخذ البعير فيوسم لذلك".
(٣) أنشده الأزهري أيضًا في تهذيب اللغة ٨/ ١٦٦، قال "وفلان مغطى القناع: إذا كان خامل الذكر، وأنشد الفراء".
وينظر: معاني القرآن للفراء ١/ ٢٢٣، الإِنصاف ٢/ ٥١٨.
(٤) البيت في الخصائص ١/ ١٢٨، ٣٧١، ٢/ ١٨، المحتسب ١/ ٢٤٤ نظم الفرائد ص ٢٠٥، ضرائر الشعر لابن عصفور ص ١٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>