للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا مَيُّ لَنْ يُعْجِزَ الأَيَّامَ مُبْتَرِكٌ … في حَوْمَةِ المَوْتِ رَزَّامٌ وفَرَّاسُ

الخَنَسُ: تأخر الأَنْفِ عن الوجه مع ارتفاعٍ قليلٍ في الأرنبة، والبَقَرُ كلُّها خنس. قال الأَزهري (١): أراد بذي حَيَدٍ وَعْلًا في قرنه أنابيب ملتوية وروايته فيه كسر الحاء. ويقال الحيد مواضع نواتئ (٢) في قرنه ويروى: "ذو حَيَدٍ" بفتح الحاء والرِّوايةُ الأولى أجودُ وهي المختارة عند البَصريين.

والظيان: ياسمين البر. والآس: نقط [العَسَلِ تقع من النحل] (٣) على الحجارة فيستدلون بتلك النقط على مواضع النحل. المُبْتَرِكُ: هو المُعتمد، والمراد به الأَسد. والرَّزَّامُ: هو المُصَوِّتُ، والأَسدُ إذا بَرَكَ على فريسته رَزَمَ. يقول: الآفات التي تقع في الدّهر لا يسلم منها هذا الوَعل الذي في رأس الجبلِ له ما يرعاه وما يشربه والظَّيان والآس إبهام.

قال جارُ الله: "وتضم ميم "مِن" فيقال: مُن ربي إنك لأَشِرٌ، قال سيبويه (٤): ولا تَدْخُلُ الضَمَّةُ على "من" إلا ها هنا كما لا تدخل الفتحة في "لدن" إلا مع غدوة".

قال المُشَرِّحُ: ذكر سيبويه (٥) أن من العرب من يقول: مُن ربي لأفعلن ومُن ربي إِنك لأشر، ولا يستعمل ضم الميم إلا في القسم، لأنهم جعلوا ضمها دلالة على القسم، لأنهم أبدلوا الواو من الباء دلالة على القسم.

قال جارُ الله: "ولا تدخل إلا على ربّي كما لا تدخل التاء إلا على اسم الله وحده، وكما لا تَدخل أيمن إلا على اسم اللهِ والكعبة، وسمع الأخفش مِنَ الله وتربي".


(١) تهذيب اللغة ٥/ ١٩٠.
(٢) في (أ): "نوات".
(٣) في (ب): "نقط النحل تقع من العسل … ".
(٤) الكتاب ٢/ ١٤٥.
(٥) الكتاب ٢/ ١٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>