الباء من جهة أن الباء موصلة للأفعال، و"ها" لتنبيه المخاطب لما بعدها فصارت موصلة أيضًا إلى ما بعدها فاعرفه [شيئًا](١) إعرابيًا نقلته اليك بلفظ السلف، والذي يدل على أن هذه الحروف عوض عن الواو أنها لا يجتمع بها ألا ترى أنك إن قلت: أفولله لم يثبت.
قال جارُ الله:"وفي لاها الله ذا لغتان، حذف ألف "ها" وإثباتها".
قال المُشَرِّحُ: إحدى اللغتين: أن تتصل الهاء باللام، واللغة الثانية أن تفصل بينهما الألف المجردة.
قال جارُ الله:"وفيه قولان:
أحدهما: قول الخليل، أن "ذا" مقسمٌ عليه، وتقديره لا والله لَلأمرُ ذَا، فحذف الأمر لكثرة الاستعمال ولذلك لم يجز أن يقال عليه فيقال: ها الله أخوك، على تقدير: ها الله لهذا أخوك.
والثاني: -وهو قول الأَخفش- أنه من جملة القسم توكيدٌ له كأنَّه قال: ذا قسمي، قال: والدليل عليه أنهم يقولون: لاها الله ذا لقد كان كذا فيجيئون بالمقسم عليه بعده".
قال المُشَرِّحُ: إذا قلتَ: لاها الله ذا لقد كان كذا فعلى قول الخليل يقع "لقد كان كذا" تفسيرًا لما أُجمل في هذا الكلام في جواب القسم. وعلى قول الأخفش يكون هو الجواب نفسه، وكأنه حذف الأمر في قول الخليل ليكون حرف التنبيه أقرب إلى اسم الإِشارة وقول الخليل أسوغ وهذا لأنَّك متى أقسمت بشيء فلا حاجة إلى التنبيه بأن ذلك قسمك. قوله:"ولذلك لم يجز أن يقاس عليه" استشهاد على أن الحذف لكثرة الاستعمال لا احتجاج لقول الخليل.