للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما قبلها وهي الكسرة من الياء. ونحو لؤم فإنَّ الهمزةَ فيه ساكنةٌ وما قبلها مضمومٌ فيبدل منها واو؛ لأن حركة (١) ما قبلها وهي الضمة من الواو.

فإن سألتَ: فلم لا تُجعل الهمزة ها هنا بين بين [أو] (٢) تحذف؟.

أجبتُ: أما جعلها بين بين فغير ممكن؛ لأنه لا حركة فيها. وأما حذفها فلأن الإِبدالَ أسهلُ منه.

قال جارُ الله: "وإما أن تقع متحركةً ساكنًا ما قبلها فينظر إلى الساكن فإن كان حرفَ لينٍ نظر فإن كان ياءً أو واوًا مدَّتين زائدتين أو ما يشبه المدّة كياء التَّصغير قلبت إليه، وأُدغم فيها كقولك: خطيَّة ومقروَّة وأُفَيَّسٌ [تصغير أفؤس] ".

قال المُشَرِّحُ: الهمزةُ إذا كانت متحركةً لا تخلو من أن يكون ما قبلها ساكنًا أو لا يكون، فلئن كان ساكنًا فلا يخلو من أن يكون مدّة أو لا يكون، فلئن كان مدة لا يخلو من أن يكون ياء أو واوًا أو ألفًا، فإن كان ياءً أو واوًا قلبت إليه وأدغم فيها كقوله: خطيَّة ومقروَّة.

فإن سألتَ: فكيف لم تحذف الهمزة ها هنا وتلقى على ما قبلها حركتها كما في مسألة: مَنَ ابوك.

أجبت: لأنَّ (٣) ما قبل الهمزة مدة قابلة للسكون بخلاف واو {لَوِ أسْتَطَعْنَا} (٤) ليست للتصغير، وكذلك أُفَيّسٌ تصغير أفؤُس جمع فاسٍ.

فإن سألتَ: فما قبل الهمزة في أُفيَّس يشهد أن الياء فيها ليست بهذه،


(١) ساقط من (ب).
(٢) في (أ): "ولا".
(٣) نقل الأندلسي في شرحه ٥/ ١٠٧ شرح هذه الفقرة فقال: "قال الخوارزمي: لم يحذف ها هنا، لأن ما قبلها مدة … ".
(٤) سورة التوبة: آية ٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>