للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأن المدة وهي حرف من حروف اللّين إذا كان ما قبلها من جنسها؟.

أجبتُ: المعنى بالمدة ما كانت مدةً حقيقيةً زائدةً، أو جاريةً مجرى المدّة، وياء التَّصغير جاريةً مجرى المدة لوجوه:

أحدها: أن ياءَ التَّصغير ساكنةً أبدًا غير إلحاقية، وهي زائدةٌ، وكانت بمنزلة المَدة فيما ضربناه من المسألتين، ويشهد لكونها بمنزلة المدة أن التصغير بمنزلة التكسير على ما مضى في صنف التَّصغير بيانه، والياء في دريهم بمنزلة الألف في دراهم.

الثاني: أنهم كسروا كُعيتًا وخُميلًا على كعتان وخملان، كما كسروا وليدًا وظليمًا على ولدان وظلمان.

الثالث: أنهم أجروا ياءَ خُوَيْصّة مجرى المدة في جواز التقاء الساكنين [بخلاف ما لو] (١) كانت الياء المفتوح ما قبلها في غير المصغر لم يجز أن يقع بعده المُدغم، لأنه جمع بين ساكنين.

فإن سألتَ: فكيف لم تلين ها هنا الهمزة أو لم تحذف؟.

أجبتُ: أما التَّليين فغيرُ ممكنٍ ها هنا لأن تليينها على ما ذكرناه بمنزلة تسكينها وتسكينها غير ممكن ها هنا. أما الحَذفُ فلأنَّ القلب أهون بليتين.

قال جارُ الله: "وقد التزم ذلك في نَبِيّ وبريّة".

[قال المُشَرِّحُ: "إنما التزم ذلك لكثرة دورهما في الشعر"] (٢).

قال جارُ الله: "وإن كان ألفًا جعلت بين بين كقولك: تَساأل وتَساؤل، وقايل".

قال المُشَرِّحُ: إن كان ما قبل الهمزة ألفًا جُعلت بين بين.


(١) في (أ): "متى كانت".
(٢) ساقط من (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>