للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن سألتَ: أليس (١) يلزم من ذلك التقاء الساكنين حكمًا.

أجبتُ: بلى لكن لضرورة، وهذا لأنه لا حذف ها هنا ولا إبدال فتعين جعلها بين بين. أمّا أنه لا حذف فلأن الحذف إنما يكون حيث يقبلُ ما قبلَ الهمزةِ، الحركةُ وما قبل الهمزة ها هنا الألف، والألف لا تَقبل الحركة. أمّا أنه لا إبدال، فلأن الإِبدال إنما يكون في موضعين:

أحدهما: أن تسكن الهمزة ويتحرك ما قبلها.

والثاني: أن تتحرك الهمزة وما قبلها مدة غير الإِدغام أو ما قبلها مضموم أو مكسور ليلزم الإِبدال فوقع التعارض [بين] ما ذكرنا [من الدليل، وبين] (٢) ما ذكرتموه فلا بد من التَّرجيح، والتَّرجيح (٣) بما ذكرناه؛ لأن الهمزة ها هنا وإن كانت ساكنةً حكمًا فهي متحركةٌ حقيقةً، ألا ترى أنه يعتدونه (٤) في الوزن حرفًا متحركًا بدليلِ قولِ كُثَيِّرٍ (٥):

أَأَنْ زُمّ أَجْمَالٌ وفَارقَ جِيْرَةٌ … وصاحَ غُرَابُ البَيْنِ أنتَ حزينُ

وهذا لأن وزن قولك: "أإن زَمّ" في العروض (فعولن).

قال جارُ الله: "وإن كان حرفًا صحيحًا أو ياءً أو واوًا أصليتين أو مزيدتين لمعنى أُلقيت عليه حركتها وحذفت كقوله مسلة والخبء ومن بوك وكم بلك وجيل وحوبه وأبويوب وذومرهم وأبتغي مره وقاضوبيك".

قال المُشَرِّحُ: إنما تحذف الهمزة ها هنا، لأن التليين والإِبدال فيها غيرُ


(١) نقل الأندلسي في شرحه ٥/ ١٠٨ شرح هذا الموضع.
(٢) ساقط من (ب) والعبارة ذهبت في اختصار الأندلسي للنص.
(٣) في (ب): "لما ذكرناه". والعبارة ذهبت في اختصار الأندلسي للنص.
(٤) في (أ): "يعتدونها" وما ذكرته من (ب) هي عبارة الأندلسي أيضًا.
(٥) ديوان كثير ع ١٧٠.
والشاهد في: الخصائص ٢/ ١٤٤، المنصف ٢/ ١٩٢، شرح المفصل لابن يعيش ٩/ ١١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>