للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سوى لام التَّعريف فهي مفتوحة نحو من ابنك، ومن الرّجل".

قالَ المُشرِّحُ: إِنَّما تُكسر وتُفْتَح في المَوضعين لنِيَابَتِهِمَا عن الهَمْزَ مكسورةً ومفتوحةً وعليه قراءَة من قَرأ (١): {أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا} بضمّ النُّون والواو.

فإِن سألتَ: فما تَقولُ في "من" التَّبعيضية ولو الفلك الدّوار.

أجبتُ: النون ها هنا لا تنوب إذ الصّفة والموصوف على كلامين، وأمّا قوله: "لو الفلك" فلنيابتها عن الهمزة على الفعل، وهذا لأن الأصل في "لو" أن تدخل على الفعل، ثم الفعل على ضربين: متحرك الأول وساكنه.

أمّا المتحرك الأول فيكون واوًا عنده ساكنة.

وأمَّا الثاني (٢) فلا بدّ من أن تلحقه همزةٌ مكسورةٌ فإذا دخل عليه "لو" وقع التقاء السَّاكنين وانسكرت (٣) الأُولى لنيابَتِها عن الهَمْزَة المَكسورة.

قالَ جارُ الله: "وقد حَكى سيبويه (٤) عن قومٍ فُصحاء: مِنِ ابنك بالفتح وحكى مِنَ الرّجل بالكسر وهي قليلةٌ خبيثةٌ.

قال المُشرِّحُ: أمَّا "مِنَ ابنك" بالفَتح فلشبهها بـ "من الرّجل".

وأمّا "مِنَ الرجل" بالكسر فلشبهها بـ "من ابنك" وإنما كانت هي قليلة خبيثة، لأنَّها كما لا تنوب عن الهمزة فالكسر تستغرق الكلمة بخلاف من ابنك.

قالَ جارُ الله: "أما نُون "عن" فمكسورة في الموضعين، وقد حكى عن الأخفش: "عِنُ الرّجل" بالضَّم".


(١) سورة النساء: ٦٦ تقدم ذكرها.
(٢) في (ب): "وأما الساكنة".
(٣) في (ب): "انكسر".
(٤) الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>