للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال جارُ الله: " (فصلٌ) ولقد جدَّ في الهرب من التقاء الساكنين مَنْ قال: دأبّه وشأبّه ومن قرأ (١) {وَلَا الضَّالِّينَ} {وَلَا جَأنٌّ} (٢) وهي عن عَمْرو بن عُبَيْدٍ، ومن لغته النّقر في الوقف على النقر".

قال المُشَرِّحُ: من يحول (٣) الحركة من (٤) نحو "النُّقُر" في الوقف من اللام إلى العين فإنه يفر من التقاء الساكنين نحو لا تعدُّوا يريد: لا تفتعلوا من الاعتداء. ومنه يخطَّف ومنه أصيْمٌّ ومديقٌّ ودويبَّه، وهذا لأنَّهم وَضَعُوا موضع حرف اللّين وهو الحرف الذي حَرَكَةُ ما قبله منه غيرَه قال:

خَلِيْلَيَّ عُوْجَا عَلَى رَسْمِ دَارٍ … خَلَتْ مِنْ سُلَيْمَى وَمِنْ مَيَّهْ

وقال: صفيّه هناك "إنْ ذَهَبَتْ عَيْرٌ فَعَيْرٌ في الرِّبَاطِ" وذلك أنه إذا ذهب حرفُ اللّين فقد بقيَ حرفُ التَّشديد. أما ها هنا فقد نَفَضَ اليَدَ عن كِلَيْهِمَا.

عَمْروُ بن عُبَيْدٍ (٥): كان من رُؤَسَاء المعتزلة، وكان عفيفًا، وهو الذي قِيل فيه:

كلُّكمْ يَمشي رُويد

كُلُّكُمْ يَطْلُبُ صَيْد

غَير عَمْرو بن عُبَيْد

قالَ جارُ الله: " (فصلٌ) وكسروا نون "من" عند ملاقاتها كل (٦) ساكن


(١) سورة الفاتحة: ٧، والقراءة فى المحتسب ١/ ٤٦، البحر المحيط ١/ ٣٠.
(٢) سورة الرحمن: ٣٩، والقراءة فى المحتسب ٢/ ٣٠٥، البحر المحيط ٨/ ١٩٥.
(٣) في (ب): "ينقل".
(٤) في (ب): "فى".
(٥) سبق ذكره في الجزء الثالث. ووقفت على جزء لطيف في أخباره جمع الإِمام الدارقطني، طبع في بيروت سنة ١٩٦٧ م بتحقيق د. يوسف فان اس. والأبيات في ترجمته في سير أعلام النبلاء.
(٦) ساقط من (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>