للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالَ المُشَرِّحُ: قالُوا: فحصطُ بِرجلي، كما قالوا: اصطَبَر، ووجه شبه تاء فعلت بتاء افتعل أنها ضمير الفاعل، وضمير الفاعل قد أُجري في كثير من أحكامه من الفعل مُجرى بعض أجزاء الفعل، وذلك نحو تسكينهم لامُ الفعل إذا اتصلت به علامة ضمير الفاعل، وذلك نحو ضربتُ، بخلاف ما إذا اتصلت به ضمير المفعول نحو ضربك. وأما شبه الطّاء بالتاء فظاهر.

قال جارُ اللهِ: " (فَصْلٌ) والدَّالُ أبدلت من التاء في ازدجرَ وازدَان وفزدُ واذدكر غير مدغم فيما رواهُ أبو عمرو واجدَ مَعُوا واجدّر في بعض اللُّغات قال:

* … واجْدَرَّ شِيْحَا *

وفي دَوْلج"

قالَ المُشَرِّحُ: إبدال الدّال من التاء في ازدجر وازدان وفزد لقرب الدّال من الزاي، وذلك لأن كل واحدٍ منهما حرفٌ مجهورٌ. يقارب صاحبه في المخرج بخلاف التاء فإنه مهموس، وكذلك الدال والذال مجهوران متقاربا المخرج. اجْدَرَّ: عكس ازدجر إنما قلبت التاء دالًا لما بين الجيم والتاء من التنافر؛ لأن التاء مهموسة والجيم مجهورة، بخلاف الدال فإنه مجهورٌ أيضًا.

وصدر البيت (١):

فقُلْتُ لصاحبي لا تحبَسانا … بنزع أُصوله واجْدَرَّ شِيْحا


(١) ينسب هذا البيت إلى يزيد بن الطثرية، ملحق شعره ص ٦٥ ونسبه ابن المستوفي في إثبات المحصل ص ٢٣٧ مع أبيات لمضرس بن ربعي وتبعه العيني في شرح الشواهد ٤/ ٥٩١، والبغدادي في شرح شواهد الشافية ص ٤٨١.
توجيه إعرابه وشرحه في: إثبات المحصل، المنخل ص ٢١١، شرح المفصل لابن يعيش ١٠/ ٤٩، شرحه للأندلسي ٥/ ١٨٠.
وينظر: معاني القرآن ٣/ ٧٨، تأويل مشكل القرآن ص ٢٢٤ شرح القصائد السبع ص ١٧، سر صناعة الإِعراب ص ١٨٧، الممتع ص ٣٥٨، المقرب ٢/ ١٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>