للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالَ المُشَرِّحُ: الْطَجَع، أي: اضْطَجَعَ قلبوها كراهية التقاء المطبقين، وأبدَلُوا مكانها أقربُ الحروف إليها وهو الّلام.

فإن سألتَ: [قلب تاء الافتعال] طاءً إنما كان لمكان الضّاد فإذا زَالت الضَّاد وجب أن تعود التاء؟

أجبت: ترك الطاء بحالها تنبيهًا على أنه يريد الضاد ونظيره (١):

* وَكَحَّل العَيْنَيْن بالعَوَاوِرِ *

صحح الواو الثانية وإن كانت تلي الطرف وقلب الألف التي قبلها واوًا؛ لأنَّه جعل الصّحة في الواو دليلًا على [أن العَوَاوِر] (٢) العواوير. وقُرئ (٣): {لَا تُضَارَّ} بتَخفيف الرًاء وسكونها وإبقائها على السكون إيذانا بأنه أراد التضعيف ويشهد لذلك قوله (٤):

* أرهَنْ بَنِيْكَ عَنْهُمْ أَرْهَنْ بَنِيْ *

لم يرد النُّون في "بني" دلالة على أنه يريد بني.

قالَ جارُ اللهِ: " (فصلٌ) والطاء أبدلت من التاء في اصطْبَر وفَحَصْطُ برجلي".


= لما رأى ألَّا دعه ولا شبع
مال إلى أرطاة حقف فالطجع
أنشد ذلك ابن خالويه. أجرى هاء التأنيث في (دعه) وصلا مجراها وقفًا ولم يقلبها تاء … ".
(١) البيت لجندل بن المثني الطهوي، وربما نُسب إلى العجاج.
ينظر: الكتاب ٢/ ٣٧٤، شرح أبياته لابن السيرافي ٢/ ٤٢٩، فرحة الأديب ص ١٧٢، التكملة ص ٥٨٧، ٥٩٤، إيضاح أبيات الإِيضاح: ٨٩٦، سر الصناعة ص ٧٧١، الخصائص ٣/ ٣٢٦، المنصف ٢/ ٤٩، المحتسب ١/ ١٠٧، ١٢٤، التمام ص ٢٥٤، شرح التصريف المُلوكي ص ٤٢٦، الممتع ص ٣٣٩، ضرائر الشعر ص ١٣١، شرح شواهد الشافية ص ٣٧٤ وسيذكره المؤلف.
(٢) في (أ): "على أنه العواوير".
(٣) القراءة في المحتسب ١/ ١٢٣، ١٢٤، البحر المحيط ٢/ ٢١٥. (البقرة: ٢٣٣).
(٤) البيت في المحتسب ١/ ١٠٨، ١٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>