للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المضمر في "فَصْدى"، وأبدلت الألف هاءً للوقف.

قالَ جارُ اللهِ: وقال الشَّاعر (١):

ودَعْ ذَا الهَوَى قَبْلَ القِلَى تَرْكُ ذِيْ الهَوَى … مَتِيْنَ القُوَى خَيْرٌ مِنَ الصَّرْمِ مَزْدَرَى

قَال المُشَرِّحُ: (ترك ذي الهوى .... البيت) جملة استئنافية وقعت موقع التّعليل لقوله: (ودع ذا الهوى).

قال جارُ اللهِ: "وأن يضارع بها الزّاي".

قَال المُشَرِّحُ: إنما يُصار إلى ذلك لتحصل المُشاكلة مع استبقاءِ الأصلِ من وجهٍ وهذا بمنزلة تليين الهمزة على ما ذكرنا.

قالَ جارُ اللهِ: فإن تحركت لم تُبدل ولكنهم يضارعون بها الزّاي فيقولون صدر وصدق والمصادر والصراط، قال سيبويه: والمُضارعة أكثر وأعرف من الإِبدال والبيان أكثر".

قَال المُشَرِّحُ: إنما تُبدل إذا تحركت لما مر آنفا، ها هنا أقلُّ، إذ الحاجة تندفع بأدنى الأمرين، وهو المضارعة.


(١) قال الصغاني في حاشية نسخته من (المفصل: "الرواية بالفاء "فدع … " وهكذا أنشده ابن الأعرابي في نوادره وقبله:
إذا المَرْءُ لم يَبْذُل لك الود مُقبلًا … يد الدهر لم يَبذل لَكَ الود مُدْبِرَا
[فلا تَطْلُبَنّ الألف بالود مدبرًا … عليكَ وخَذ من عَفْوِهِ ما تَيَسَّرَا]
(ودع ذا الهوى).
وقال: معناه: قبل أن يصدر عن وده وقد صرمك".
الزيادة من التكملة للصغاني. ونقل ابن المستوفي في إثبات المحصل ص ٢٤٠ عن نوادر ابن الأعربي.
توجيه إعرابه وشرحه في إثبات المحصل ٢٣٨، المنخل ص ٢١٤، شرح المفصل لابن يعيش ١٠/ ٥٢، شرحها للأندلسي ٥/ ١٨٣.
وينظر: سر صناعة الإِعراب ص ١٩٦، الممتع ص ٤١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>