للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أتيت بجملة اسمية في مقام الجزاء لـ "الذي" لأدخلت عليه الفاء، كما تدخله عليها إذا أتيت بها في مقامِ الجزاء لـ "من" فمتى عطفت على الشرط الذي دخل عليه"الذي" جازَ أن لم تجزمه، [لأنه] (١) قد ظهر الأول في مقامِ الجَزْم.

والثَّاني: أن يكون من باب المزاوجة كما في "أتيتك بالغَدايا والعَشايا" وهذا لأن الأول ساكن فكذلك ينبغي يكون الثاني.

فإِن سألتَ: فهل يجوز تقدر في الياء الحركة حتى يسقطها الجازم فتَبقي الياء كما في سائر الحُروف صحيحة (٢)؟.

أجبتُ: قال الشَّيخ أَبو عليٍّ الفارسي: وهذا لا يُحمل (٣) عليه لأنه مما يجيء في الشعر دون الكلام.

قال جارُ الله: "أما الألف فتثبت ساكنة أبدًا إلا في حالة الجزم فإنها تَسقط سقوطها نحو لم يخشَ ولم يَدع، وقد أثبتها من قال:

* كأنْ لَم تَرَىْ قَبْلِي أَسِيْرًا يَمَانِيا *

ونحوه:

ما أَنْسَ لا أنساهُ آخر عِيْشَتِي … ما لاحَ في المَعْزَاءِ (٤) رَيع سَرَابِ

ومنه:

* ولا تَرضَّاها ولا تَمَلّقِ *"


(١) في (أ): "وقد ظهر … ".
(٢) ساقط من (ب).
(٣) في (ب): "يحتمل".
(٤) في (ب): "العزاء" قال البغدادي في الخزانة: "المعزاء -بفتح الميم وسكون العين المهملة بعدها زاي معجمة- الأرض الصلبة الكثيرة الحصا".
والريع تموج السراب.

<<  <  ج: ص:  >  >>