مذهب الأسماء كما تقول في الأجرع والأبرق والأبطح أنها الآن أسماء لكنَّهم [قد] استعملوها استعمال الأسماء. وإن كانت في الأصل صفات، ألا تَراهم قالوا: أبرق وأبارق وأجرع وأجارع فصرفوا أبرقًا وأجرعًا وجمعوها على مثال محمد وأحامد. وأما (القصوى) و (حزوى) فهما في الأصل وصفان لكن القصوى مما استغنى فيه الصفة عن الموصوف كالصاحب، بل يجوز لك أن تقول: الغاية القصوى. وأما (حزوى): فمنقولة عن الصفة كأحمر، وإذ ذاك فلا شذوذ.
فإن سألتَ: فلمَ حمل الأخف ها هنا وهو الياء - على الاسم؟.
أجبتُ: لأنهم لما راموا الفرقَ بقلب الواو ياء ولا سبيل إلى ذلك في الوصف اضطروا إلى القلب في الاسم.
قال جارُ الله:"ولا يفرق في (فُعلى) من الياء نحو الفُتيا والقُضيا في بناء (فعلى) من قصيت".
قال المُشَرِّحُ: لا يفرق في (فُعلى) -بالضم- من الياء كما لا يفرق في (فعلى) بالفتح من الواو.
فإِن سألتَ: فلمَ وَقَعَ التَّغيير في اللام؟.
أجبتُ: قال ابنُ جِنّي: لأنه محل التغيير كما هو محل الإِعراب لأن الإِعراب تغيير.
قال جارُ الله:"وأمَّا (فعلاء) فحقها أن تنساق على الأصل صفة واسمًا".
قال المُشَرِّحُ: الموجب للقلب في الموضعين، هو الفرق والتعديل كلاهما ولا حاجة إلى التعديل ها هنا، لأن المكسورة معتدلة.
قال جارُ الله: " (فصلٌ) وإذا وقعت بعد ألف الجمع الذي بعده حرفان