للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأسد وفي (شيرزيات) الشيخ أبي علي: زعم أبو إسحاق أنها سميت بذلك للانعطاف الذي فيها كأنها الف معطوفة الذنب، وهو من عويت الحبل، أي: فتلته ومد بعضه فقال: العواء. قال الشيخ أبو علي الفارسي: وهذا عندنا غلط، لأن اللام التي هي ياء إنما يتدل منها الواو في (فعلى) نحو بقوى وشروى ورعوى، وأما (فعلاء) الممدود فلا يبدل من لامها التي هي ياء الواو، بل قد أبدلت من الواو والياء في نحو العليا، أنشد الشيخ -رحمه الله-:

سَقَا الإِله دارُهَا فَرَوّى

نجم السّماك بعد نجم العوا

قال جارُ الله: "ولا يفرق فيما كان من الواو نحو دعوى وعدوى (١) وشهوى ونشوى".

قال المُشَرِّحُ: إنما لم يفرق ها هنا بين الاسم (والصفة) (٢) تعديلًا، وذلك أنه لو فرق بينهما لقلبت الواو ياء في الصفة تعديلًا، وذلك غير ممكن ها هنا، ضرورة أن المؤنث إما أن يستتبع المذكر في ذلك أو لا يستتبعه، فلئن استتبعه لزم من ذلك عكس الحقيقة ولئن لم يستتبعه لم يكن المؤنث على نهج المذكر.

قال جارُ الله: (فُعلى) (٣) تقلب واوها ياءً في الاسم دون الصّفة فالاسمُ نحو الدُّنيا والعُليا والقُصيا، وقد شذ القُصوى وحُزوى. والصفة قولك -إذا بنيت فعلى من غزوت- غزوى".

قال المُشَرِّحُ: ابن جني في "شرح تصريف المازني" إنما ذكر الدُّنيا والعليا والقصيا، لأنها -وإن كانت أصلها صفات فإنها الآن خرجت إلى


(١) ساقط من (ب).
(٢) في (ب)
(٣) في (ب): "قال جار الله: فصل … " وهذا غير موجود في المفصل أيضًا (خ).

<<  <  ج: ص:  >  >>