للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أجبت عنه من وجهين:

أحدهما: أنه لم يتطرف الضعف إلى اللام بالقلب فيها فجاز أن لا يعمل ما ذكرناه من الموجب بقلب الواو ياء بخلاف قنية ودنيا فإِنه قد تطرق الضعف إليهما بقلب لاميهما ياء.

الثاني: أنه لو قلب الواو ياء في صبية وصبيان للزم من ذلك اجتماع المتقاربين بغير ادغام، وذلك عندهم مكروه وهذا لأن الباء شفهية [والياء شفهية] (١).

قال جارُ اللهِ: " (فصلٌ) وما كان (فَعلى) (٢) من الياء قلب ياؤه واوًا في الأسماء كالتقوى والبقوى والرعوى والشروى والعوا، لأنه من عويت، والطغوى لأنها من الطغيان، ولم تقلب في الصفات نحو (خزى وصدى) (٣) وريا".

قال المُشَرِّحُ: أعلم أنهم لما قصدوا الفرق بين الاسم والصفة بقلب الياء واوًا في أحدها جعلوا القلب في الاسم دون الصفة، وذلك أن الواو أثقل من الياء والاسم أخف فجعلوا الأثقل على الأخف تعديلًا، ولأن الصفة لا تخلو عن نوع ملاحظة للفعل المضارع قلبًا وتصحيحًا ولذلك أعل نحو قائم وبائع، ولم يعل نحو مقاوم ومبايع.

فإن سألتَ: الاسم أحمد من الصفة فلا يليق به أيضًا القلب؟.

أجبتُ: الاسم إذا كان أحمد من الصفة فالقلب به أولى؛ لأنه يكون الفرق به (٤) أدوم وأبقى. العواء: كوكب. وفي "الصحاح" (٥) يقال: إنها ورك


(١) ساقط من (ب).
(٢) في (ب): "على فلعى" وهي غير موجودة في المفصل.
(٣) في (أ): "حديا وصديا".
(٤) ساقط من (ب).
(٥) الصحاح ٦/ ٢٤٤٢ (عوى).

<<  <  ج: ص:  >  >>