للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفني فلم يُعلوه، وأكثرهم يُدغم فيقول حي وعي - بفتح الفاء وكسرها، كما قيل: لي ولي في جمع الوي، قال الله تعالى: {ويحيى من حيى عن بينة} وقال عبيد:

عَيَّوا بأمرِهِمُ كَمَا … عيّت ببيَضتِهَا الحَمَامَهْ"

قال المُشَرِّحُ: أذكر أولًا [في هذه المسألة] (١) بعض الأقوال الواردة فيه (٢)، ثم اعترض عليه ثم أعود إلى كلام الشيخ -[رحمه الله] (٣) - فأفسره.

قالَ الشَّيخ أبو علي الفارسي: ومما يقوي البيان فيه أن مثال الماضي قد أجرى حركته مُجرى حركة المعرب فلم تلحقه الهاء في الوقف كما لم تلحق المعربة كما أجريت مجرى المعرب في هذا كذلك يجري مجراه في ترك الإِدغام فيها. ومما يقوي ذلك أن حركة اللام في حيى فيمن بين تزول لاتصاله بالضمير فصار زوال الحركة عن اللام في هذا البناء بمنزلة زوال حركة النصب عن المعرب، بحدوث إعراب آخر فيه، ويقوي ذلك قولهم أعيياء فيبين مع أن الحركة غير مفارقة فإذا لم يدغموا ما لم تُفارقه الحركة فلأن لا يُدغموا ما تفارقه الحركة أولى. هذا كلُّه كلامه.

فأقول: لو كان هذا غير موجب للإِدغام ها هنا [لكان] غيره (٤) موجب له في نحو فر ومر وأنه ليس غير [موجب له فكذلك الأفعال كما هو ثابت في الماضي فكذلك في المستقبل] (٥) ولا كذلك ها هنا، لأن اجتماع المتجانسين ها هنا.

عدت إلى كلام الشَّيخ -رحمه الله- فقلت: فرق بين اجتماع


(١) في (ب).
(٢) في (أ): "في هذه".
(٣) في (ب).
(٤) في (ب): "غير".
(٥) ساقط من (أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>