للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المتجانسين ها هنا وبين اجتماعهما في سائر المواضع وذلك أن في سائر المواضع التي وقع فيها الإِدغام اجتماع المتجانسين لا يكون بمنزلة العارض، أما ها هنا فبخلافه، وهذا لأن اجتماع المتجانسين [في سائر الأفعال كما هو ثابت في الماضي فكذلك في المستقبل ولا كذلك ها هنا، لأن اجتماع المتجانسين] وإن كان ثابتًا في الماضي فهو غير ثابتٍ في المضارع فكان بمنزلة العارض فلا يجري بينهما الإِدغام كأنه لم يجتمع في [هذه] الكلمة ياءان، بل ياءٌ واحدةٌ، وأما من أدغم فلأن الياء قد لزمه الحركة وصار بلزوم الحركة له مشابهًا للصحيح، ألا ترى أن من حذف الياء من جوار وعوار في الجر والرفع لم يحذفها إذا تحركت بالفتح لمشابهتها بالحركة سائر الحروف الصحاح وقالوا في الوقف: {كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ} (١) فلم تحذف كما حذفت من نحو قوله: {الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ} (٢). من قال: حَي بفتح الفاء فقد مضى على الأصل، ومن قال حِي بكسر الحاء فقد نقل كسرة العين إلى الفاء كما أن من قال: لي بالضم فقد مضى على الأصل، ومن قال: لي فقد اعتبر وقوع الياء في العين. بعد البيت (٣):

جَعَلَتْ لَهَا عُوْدَيْنِ مِنْ … نَشَمٍ وآخرَ من ثُمَامَةْ

قالُوا: الحَمامة أبرّ بالبيض، والحمامُ أبرّ بالفرخ، ويقال (٤): "أَخْرَقُ من حَمَامَةٍ" ويروى:


(١) سورة القيامة: ٢٦.
(٢) سورة الرعد: ٩.
(٣) قال ابن المستوفي في إثبات المحصل ص ١٤، ١٥: "البيت لعبيد بن الأبرص بن جشم الأسدي من أبيات أنا ذاكرها جمع، قالها لما طرد حجر بن الحارث أبو امرئ القيس الشاعر بني أسد وحلف أن لا يساكنوه … " وأورد الأبيات وهي في ديوان عبيد ص ٢٩.
(٤) قال ابن المستوفي: "قال أبو جعفر محمد بن حبيب في كتابه: "أفعل من كذا" يقال: هو أخرق من حمامة" وذلك أنها تجيء إلى الغصن في الشجرة فتبني عليه عشًا … ".
توجيه إعرابه وشرحه في: المنخل ص ٢٢٣، شرح المفصل لابن يعيش. =

<<  <  ج: ص:  >  >>