والثالث: أن ينفصلا ويكون ما قبل الأول حرفًا ساكنًا غير مدة نحو قوم مالك وعدد وليد".
قال المُشَرِّحُ: الدّال الثانية من (قردد) للإِلحاق بنحو (ثَعلب) وكذلك الباء الثانية في (جلبب) للإِلحاق بنحو (دحرج) ومن ثم لم تجز فيه العرب الإِدغام، ولولا ذلك لجرى فيه الإِدغام كما في مرد وسارة.
فإن سألتَ: فقد قالوا (قص) في قصص بمعنَى الصَّدرِ، والإِدغام ها هنا ملبس؟.
أجبتُ: ما الدَّليل على أن قصًّا أصله قصص؟ بل هما لغتان مختلفتان كشعر وشعر ومعز ومعز وشمع وشمع. ما قبل الأول في (قرم مالك) هو الراء وهو ليس بمدة.
فإن سألتَ: ليس ما قبل آخر عدو مدة، وهذا لأن المدة حرف علة ساكن ويكون ما قبله من جنسه نحو باع يبيع بوع فكيف حكمت عليه بأنه غير مدة؟.
أجبتُ: قال الشَّيخُ أبو عليٍّ الفارسي (١): مذهب سيبويه أنك إذا قلت: هذا ولي يزيد وعدو وليد لم يجز إدغام الياء التي هي لام في ياء يزيد لأنك حيث أدغمت الياء في ولي الواو في عدو ذهب المد للإِدغام، فصارت الواو بمنزلة غيره من الحروف التي لا تكون للمد، واستدل على ذلك بجواز (لَيِّا) في القافية مع (ظَبْيًا) و (دوًا) مع (غزوًا).
فإن سألتَ: هب أن ما قبل آخر ولي وعدو ليس بمدةٍ لمكان الإِدغام فيه، لكن لو فكّ فيه الإِدغام حتى وقع الإِدغام بين الحرف الثاني والثالث عاد