للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المضعف بالمعتل العين، فكما قالوا: لست قالوا: ظلت ومست وأحست.

فإن سألتَ: فكيف لم يكن المحذوف في: {لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ} (١) بسكون الراء وتخفيفها هو الأول؟.

أجبتُ: لم يكن، ها هنا الشبه بمعتل العين، لأن حرف العلة بعد الألف في هذا المقام يسلم من الاعتلال والحذف وذلك نحو عاود وبايع، والثانية أضعف وبتكريرها وقع الاستثقال فقلنا بأنها هي المحذوفة. هذه رواية أبي عُبَيْدَة في هذا البيت، والرِّواية المعروفة (حسَيْنَ به) بإبدال السين ياء. والبيت لأبي زبيد وصدر البيت (٢):

خَلَا أَنَّ العِتَاقَ مِنَ المَطَايَا … حَسَيْنَ بِهِ .................

وهو أقرب إلى القياس.

قال جارُ الله: "وقول بعض العرب: استخذ فلان أرضًا لسيبويه فيه مذهبان:

أحدهما: أن يكون أصله: (استتخذ) فتحذف التاء الثانية.

والثاني: أن يكون (اتخذ) فيبدل السين مكان التاء الأولى ومنه قولهم: تستطيع بحذف التاء [الثانية] ".

قال المُشَرِّحُ: تحذف التاء الثانية كما حذفت الأولى من تقاه يتقيه، وهو نظير ظلت وأحست.


(١) سورة البقرة: آية: ٢٣٣.
(٢) ديوان أبي زبيد: ٩٦.
توجيه إعرابه وشرحه في إثبات المحصل: ٢٥٥، والمنخل: ٢٢٥، وشرح المفصل لابن يعيش: ١٠/ ١٥٤.
وينظر: مجاز القرآن: ٢/ ٢٨، ١٣٧، والمقتضب: ١/ ٢٤٥ والجمل: ٣٨١، والخصائص: ٢/ ٤٣٨، والمنصف: ٣/ ٨٤، والمحتسب: ١/ ١٢٣، ٢٦٩، ٢/ ٦٧، وأمالي ابن الشجري: ١/ ٩٧، ٣٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>