للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإِنَّه تَعودُ فى التّصغير التَّاءُ بخلافِ نحو حائضٍ وطالقٍ، فإنَّه وإن كانَ تاءُ التأنيثِ فيه مقدرةً فإنّه منصرفٌ لأنَّه بمنزلةِ مانعةً وضاربةً فكما أنَّ العلميَّةَ هناكَ شَرطٌ فكذلك ها هنا. أمَّا ما فيه ألفُ التّأنيث فهوَ غيرُ منصرفٍ لاستحكامِ التّركيب فيه بدون العَلَمِيَّةِ لأنَّ مَبنى الألفِ على عَدَمِ المفارَقَةِ، بخلافِ البِنَاءِ.

ورابعُها: تركيبُ الجَمع وهو كلُّ جَمعٍ بعدَ ألفِهِ حَرفان أو ثَلاثةٌ أَوسطُها ساكنٌ، ووجهُ (١) التَّركيبِ فيه أنَّه بمنزلةِ جمعين، تقولُ: رَهط [وأَرهطٌ وأراهطٌ، وعَربٌ وأعرابٌ وأعاريبٌ] (٢) ولذلك سمي الجمع الأقصى ثم أدارَ الواضعُ حكمَ امتناعِ الصَّرفِ على هذا الوزن، وهو (٣): كلُّ اسمٍ أوّلُه مفتوحٌ، وبعدَ ألفِهِ حرفان أو ثلاثةٌ أوسطُها ساكنٌ، ولذلك منعوا حُضاجرَ للضَّبُع الصرفَ، وكذلك لو سَمَّيت ببخاتّي (٤) فإنَّه لا ينصرِفُ، وذلك لِتَسهيلِ الأمرِ على المُتَكَلّمِ.

وخامسُها: تركيبُ العلميَّةِ وهو (٥) التركيبُ الذي في نحوِ فُعَل، الأسماء الواردة على هذا الوزن أجناس نحو زُفَر وحُطَم. أعلامٌ هي على ضَربَين: مَنقولةٌ عن أسماءِ الأجناسِ كما لو سَمَّيتَ بزفَر وحطمَ، وغيرُ منقولةٍ كعُمَرَ،


(١) النص في شرح الأندلسي: ١ / ورقة ٧٠.
(٢) في (أ) رهط وأراهط، وعرب وأعارب وأعاريب. وما أثبته من (ب) وهو كذلك في النص المنقول عن التخمير في شرح الأندلسي.
(٣) ساقط من (ب).
(٤) البخاتي: هو جمع بخت والبخت الإِبل الخراسانية تنتَجُ من إبل عربية يقال جمل بختي، وناقة بختية أعجمي دخيل عربته العرب ذكر الجواليقي في المعرّب والخفاجي في شفاء الغليل وغيرهما من أصحاب المعربات. وزعم ابن دريد أن البختي عربي صحيح وأنشد لابن قيس الرقيات في مدح مصعب بن الزبير: -
إن يعش مصعبٌ فإنا بخَيرٍ … قد أتانا من عيشنا ما نُرجّي
يَهَبُ الألفَ والخُيولَ ويُسقِي … لَبنَ البُختِ في قصاعِ الخُلَنْج
وانظر: تهذيب اللغة: ٧/ ٣١٢، واللّسان: ٢/ ٩ (بخت).
(٥) شرح الأندلسي: ١ / ورقة ٦٦، ٦٧، وقد نقل النص كاملًا من قوله: سادسها تركيب العلمية … إلى قوله وسابعها … مع حذف قليل جدًا لبعض عبارات النصّ يقول بعدها: ثم قال: …

<<  <  ج: ص:  >  >>