للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالضربان الأولان منصرفان، والضربُ (١) الثالثُ غيرُ منصرفٍ. فنقولُ: هذا الضَّربُ إنما مُنِعَ الصرفَ لوجودِ التركيبِ فيه تقديرًا، لأنّه في قوةِ علمين، وهذا لأنَّ الواضعَ قد قَصَدَ تَسمِيَتَه بعامرٍ أولًا، إلَّا أنَّ عامرًا لما كانَ من الأجناسِ خافَ الواضعُ التباسَه فعدَلَ به عن تلكَ الصّيغةِ إلى هذه لأنَّ عمرَ غيرُ موجودٍ في الأجناسِ فكأنَّه قد سمَّاهُ أولًا عامرًا ثم عُمَرَ ثانيًا بخلافِ اسمِ الجنسِ فإنَّه ليس بعلمٍ فضلًا من أن يكونَ في قوةِ عَلَمين، وبخلافِ المنقولِ عن اسمِ الجنس فإنَّه لا يَصِحُّ أن يقالَ إنَّ الواضعَ قَصَدَ تسميَته ناغرٍ وزافرٍ (٢) وحاطم. اسمي فاعلٍ من نَغَرَتِ القِدرُ إِذا غَلَت، ومن حَطَمَ السِّنَّ إذا كَسَرَها إلَّا أنَّه قد عَدَلَ بهما عن فاعلٍ إلىٍ فُعَل إذ لو كانَ العدولُ لهذا المعنى لما عُدِلَ بهما إلى ما عَدَلَ بهما إليه، لأنَّ المعدولَ كما هو مظنَّةُ الالتباسِ فكذلك المعدولُ إليه.

تخمير: أَجمَعَ النِحويُّون عن آخرِهم على أنَّ عمرَ وزفرَ غيرُ منصرفين وهذا إجماعٌ باطلٌ، فإنَّ عمرَ وإن كان غيرَ منصرفٍ فليس زُفرُ بمثابِتِه، أَلا تَرى أنَّ زفرَ علمًا منقولًا عن الزَّفرِ بمعنى السَّيِّد، سُمّي بِذَلِكَ لأنَّه يَزدَفِرُ بالأموالِ في الحَمالاتِ مُطِيقًا لها، أَنشدَ الجَوهَرِيُّ في (الصِّحَاحِ) (٣) والإِمامُ عبدُ القاهر في (أسرارِ البلاغة) (٤) لأعشى باهلةَ (٥):

يَأْبَى الظُّلامةَ منه النَّوفَلُ الزَّفرُ (٦)

وقد اتَّفَقُوا على أنَّ ما كان من الأعلامِ على هذا الوزن وهو منقولٌ فإنَّه


(١) في (أ) فقط.
(٢) ساقط من (ب) ومن نصّ الأندلسي الذي نقله من هذا الكتاب وتقدم حاطم على ناغر في نصّ الأندلسي.
(٣) الصحاح: ٢/ ٦٧١ (زفر).
(٤) أسرار البلاغة: ص ٣١٠.
(٥) هو عامر بن الحارث بن رباح الباهلى، يكنى أبا قحطان. جاهلي أخباره في طبقات الشعراء ١٦٩، واللآلي للبكري: ٧٥، والخزانة: ١/ ٨٩.
(٦) صدر البيت: =

<<  <  ج: ص:  >  >>