للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منصرفٌ قال الشيخُ أبو عليّ الفارسيّ (١): لو سَمَّيتَ بزُفَر [وبنُغَرَ وحُطَمَ وجُعَلَ] (٢) فإنَّه مُنصرفٌ مَعرفةً ونَكِرةً. فإن سألتَ في هذه المسألةِ تواردَ إجماعان، أحدُهما: إجماعهم على أنَّ زفرَ غيرُ مُنصَرفٍ، والثاني: إجماعُهُم على أنَّ كلَّ (٣) ما كانَ على هذا الوزنِ وهو عَلَمٌ منقولٌ فإنَّه منصرفٌ، فلمَ جعلتَ هذا الإِجماع بالبطلان أولى من ذلك الإِجماعِ؟ أجبتُ: لأنَّ الإِجماعَ ها هنا إجماعٌ على شيءٍ عدديّ، والإِجماعُ هناك إجماعٌ (٤) على شي تقريري (٥)، وإبطالُ الإِجماعِ على شيءٍ عددي أولى من الإِجماعِ على شيءٍ تقريريٍّ لأنَّ السَهو في العددَّيات أحرى (٦) منه في التَّقريريَّات، ولأنَّه لو بَطَلَ هذا الإِجماع لم يبطل إلّا حكمٌ في (٧) صورةٍ واحدةٍ ولا كذلك ثَمَّ. فبعد ذلك لو أصبتَ زُفَرَ غيرَ منصرفٍ لا يخلو ذلك (٨)


= أَخو رَغَائِبَ يُعطيها ويَسأَلُها
وهو من قصيدة كاملة في ديوان شعره: ١٦٧، وجمهرة أشعار العرب: ١٣٦، والأصمعيات: ٩٠، والخِزانة: ١/ ٨٩، مع شرحها. قالها في رثاء أخيه لأمه المُنتشر بن وَهب الباهلي. وكان قد قتل في سفره إلى حجّ (ذي الخلصة) وهو صنم كانوا يعبدونه. وأمّا الشاهد فتجده في الإِيضاح: ١١٤ (هامش) والمبهج: ٢٠، ٤٩، والمسائل الشيرازيات: ورقة ٧٦، وتوجيه اللّمع لابن الخباز: ١٣٢، وشرح الرضى: ١/ ٢٤، وأمالي المرتضى: ٢/ ٢٤ … وغيرها.
(١) أبو عليّ الفارسي (٢٨٨ - ٣٧٧) الحسن بن أحمد بن عبد الغفّار. من أشهر علماء النحو واللُّغة في زمنه من طبقة الرّماني وأبي سعيد السيرافي أخذ عن أبي بكر بن السراج وطبقته وأنبه تلاميذه أبو الفتح بن جنى وابن أخته وأبو طالب العبدي. وله مؤلفات جليلة مشهورة أغلبها وصلنا منها الإيضاح والحجة في القراءات، وتعليقه على كتاب سيبويه … ترجمته في إنباه الرواة: ١/ ٢٧٣، بغية: ١/ ٤٩٦، ونزهة الألباء: ٣١٠ والنّص في الإِيضاح: ٢٠٣، وشرحه لعبد القاهر الجرجاني: ١ / ورقة: ١٨٩.
(٢) في (ب) بنغر وجعل وحطم.
(٣) في (ب).
(٤) في (أ).
(٥) في (أ) تقريري.
(٦) في (ب) أولى.
(٧) في (أ).
(٨) من (أ) فقط.

<<  <  ج: ص:  >  >>