للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مجهولٍ، فعُلم أنَّ هذا القَدرَ من التفاوتِ لو لم يكن ساقطًا على الدالِّ على حدِّ الإِسناد لانسدَّ بابُ (١) تفسيرِ الفعلِ مع تفسيرِ الإِسنادِ على وجهِ التفصيلِ، وأنَّه مفتوحٌ، وأما قوله: لم قلتَ بأنَّ الواضعَ كما فَرَغَ من وضعِ المفاريدِ، فقد وَضَعَ الفاعلُ، فنقولُ: ضرورةَ أنَّ عن المقدرةَ في الفعلِ لا بُدَّ لَه من شيءٍ يدخُلُ عليه، وأمَّا على المقدرةُ في الفِعل فنقولُ: قِصَّةُ ما ذكرنا من الدليلِ أنَّ الواضعَ كما فَرَغَ من وضعِ المفاريدِ، وضعَ المفعولَ إلَّا أنَّه وَجَدَ المانعَ من ذلك، وهو اعتراضٌ (٢) عن المقدّرةِ مقدَّمةً على "على" المقدَرةِ، فمن (٣) ادَّعى مثلَ ذلك ها هُنا فقد ادَّعى المعارِضَ فعليه الدَّليلُ، وأمَّا قولُهُ بأنَّ هذا ينتقضُ بالمبتدأِ، فإنَّه مسند إليه وليسَ بفاعلٍ، فنقولَ: ما الدليلُ على أنَّ المبتدأِ مسندٌ إليه؟ بل المسندُ إليه في بابِ الابتداءِ ضميرُه، وهذا لأنَّ المسنَدَ إليه هو الذي إليه أضيفَ الفعلُ بعنَ المقدرة، والذي أضيفَ إليه الفعلُ ها هنا ضميرُ المبتدأ لا المبتدأ، أَلا تَرى أنَّك إذا قُلْتَ: زيدُ ضَرَبَ فمعناه: زَيدٌ صَدَرَ الضَّربُ عنه فعن تدخُلُ على ضَمِيرِ زيدٍ، لا على زَيْدٍ نَفْسِه.

قالَ جارُ اللَّهِ: والفاعلُ واحدٌ ليس إلَّا.

قالَ المشرِّحُ: يريدُ ليسَ إلَّا هذا المذكورَ. قال المُبَرَّدُ: والعربُ تفعلُ ذلك فيما عُرف معناه كقولهم: أتاني زيدٌ ليس إلَّا. أي ليس إلَّا هذا الذي ذكرتُه، ونظيرُه أتاني زيدٌ ليسَ غيرُ، ثم الذي يدلّ على أنَّ الفاعِلَ واحدٌ أنَّ "عن" المقدَّرَةَ لا تدخلُ إلَّا على اسمٍ. فإِن سألتَ: أليسَ الفاعلُ في قولك ضَرَبَ الرَّجلان، وضربَ الرِّجالُ وضربَ زيدٌ وعمرو مُتعدّدًا؟ أجبتُ: المعنِيُّ (٤) بتعدُّدِ الفاعلِ ليس ذلك، بل المعنِيُّ ارتفاعُ اسمين


(١) في (ب) باب تفسير باب الفعل …
(٢) مصححة على الهامش في (أ) ولم تظهر في الصورة.
(٣) في (ب) من.
(٤) شرح الأندلسي: ١/ ٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>